يمر الزمن، ولكنه لا يمحو الألم ولا يطوي الذكريات كما يظن البعض، قد يمر الوقت وتخبو ملامح الجراح، لكن القلوب التي عانت لا تعود كما كانت، قد يظن البعض أن مرور الأيام يعيد الأشياء إلى ما كانت عليه من قبل، وأن الجروح تلتئم بمرور الوقت، لكن الحقيقة أن الزمن لا ينسينا، بل يعلمنا كيف نتعايش مع الجراح، يغير فينا ما لا ندركه في لحظاتنا الأولى، يعمق فينا التجربة ويغرس في أرواحنا قسوة غير مرئية.
الزمن لا ينسينا، بل يعلمنا كيف نتعامل مع الخيبات، كيف نتخلى عن الأحلام التي كانت، وكيف نحمل في داخلنا حكايات لم تكتمل، لا نعود كما كنا، بل نصبح شيئاً آخر .. شيئاً أقوى، ربما، لكنه مختلف عن أنفسنا التي كانت، قد نبتسم مرة أخرى، لكن ابتسامتنا لن تكون أبدا كما كانت، لأنها تذكرنا بما فقدناه، بما لا يمكن أن يعود.
فمرور الزمن لا يعني الشفاء، بل يعني أننا تعلمنا كيف نتعايش مع الألم.