يؤلمني أني لا زلت أذكره، أفكر في كل ما كان بيننا، أراقبه، أتتبع كلماته، أشتهي النظر إلى عينيه، والاستماع لصوته كل صباح ومساء.
يؤلمني أني تظاهرت بالقوة حين رحل، انشغلت بكبريائي.
كان كل همي أن تصله رسالة فحواها؛
غيابك لا يعنيني، دخول أخرى في حياتك لن ينال من عقلي لحظة تفكير، أو من قلبي لحظة غيرة.
يعذبني أني تماديت في الكذب على نفسي
والآن أيضا أنا لا زلت أكذب....ليس هذا هو ما يؤلم،
ما يؤلم حقا أني أشعر أنه ليس على ما يرام، أنه ينتهي ببطء، يحاول أن يجعل الجميع يشعرون أنه بخير بينما قلبه ممزق، وعقله مشتت.
لا أبكي حالي، أبكي لأجله وأنا اراه ببطء ينطفئ.
حين كان معي، كان مملوءا بالعشق والسعادة ، كان يعرف معنى ولون لكل الأشياء.
يتلذذ حتى بطعم الأغنيات، كان مبدعا ينبض بالحياة.
الموجع أننا لن نعود يوما أبدا كما كنا
ولا سبيل لواحد منا في إنقاذ الآخر، كل ما سنفعله أننا سنكمل الأيام وكل منا يسير في طريقه وعيناه معلقة تنظر للخلف، إلى تلك النقطة التي تركنا فيها الحب يبكي وانصرفنا.