أعتذر ..
للذين أحبوني صدقا ولم أمنحهم فرصة ليخبروني.
لمن ألقى لي بقلبه وتركته يسقط على الأرض سهوًا
أو عن عمد معللة لنفسي ببلاهة وقسوة:
أني لا أحبه ولا أريد خداعه.
لمن كتب لي قصيدة حب
وتظاهرت أني لم ألتفت لها لأتجنب المواجهة،
ليتني أخبرته ..
أن كلماته عذبة للغاية وإبداعه يستحق المثابرة،
و لكني فقط لست الشخص المناسب ..
أعتذر ..
للذين كانوا يستحقون أن أصفعهم ..
و تنازلت عن ذلك من باب العفو،
أو يستحقون السباب وترفّع لساني عن فعل ذلك
لأني أدركت لاحقًا ..
أنهم فسروا عفوي ضعفًا ..
أعتذر بشدّة ..
لمن توسل إلى قلبي أن لا يرحل ..
و لكن كبريائي العنيد ..
أجبرني أن أمزق أوردتي وأهجره ..
لمن تسببت يوما في دمعة يذرفها ..
لمن سألني يومًا عن أمر ..
فأجبته كذبًا بنعم أو لا ..
مهما كان مبرري
أعتذر ..
لمن أحبني طيلة حياته ..
و مات قبل أن أقولها له ..
و يتنفسها ولو لمرة واحدة ..
حتى و إن كانت على سبيل الكذب ..
بنية إسعاده لثوان ..
لكل من تذكرت وجهه ونسيت اسمه ..
أو العكس ..
رغم أنه يراني ببصيرته ..
و يحفظ خطوط وجهي ..
و يراجعها عن كثب ..
أعتذر و يملأني الخجل ..
للذين انتظروني و لم أذهب إليهم ..
و الذين انتظرتهم دون جدوى ..
و لم أبرر لهم تقاعسهم بنية بريئة ..
أعتذر ..
لمن توقع مني ابتسامةً ..
و عبست في وجهه لأمر يؤلمني من الداخل،
للذين تمنيت أن أجتمع بهم ..
و لم أجتهد في خلق فرصة ..
رغم شوقي لرؤيتهم ..
لكل عجوز احتاج مساعدة ولم أره ..
لكل عابر سبيل أعماني عن مساعدته عبث الحياة بأوقاتي ..
لمن أعطيته دون قصد سببًا يكرهني به ..
فخلق لي عذرًا ..
جعله في عيني أكثر جمالا ..
و في قلبي أكثر محبة ..
للذين شاركوني نجاحي ..
و لم أقل لهم شكرًا مدوية ..
و اكتفيت بنظرات امتنان وبعض الزهور ..
للذين علموني الحروف ..
و لم أذكر أسماءهم في إهداء روايتي ..
للذين عذبتهم بمزاجيتي ..
و اختاروا مساحة قريبة مني ..
على الرغم من كوني مزعجة ..
لمن وددت أن أخبره شيئا جميلًا عن نفسه ..
و ترددت ..
أو منعتني التوقيتات و الظروف ..
اعتذارٌ ..
أعلم أنه متأخر جدًا ..
لرجل قابلته في القطار ذات يوم ..
و كان بطلا في حلمي الليلة السابقة ..
و لكني رغم كل توسلات عينيه ..
لم أخبره ذلك ..
لمن عشت في ذاكرته سنوات ..
و لم أمنحه في ذاكرتي غرفة للإقامة الدائمة .. يستحقها بجدارة ..
اعتذار خاص جدًا ..
لمن رآني أقل أو أكثر مما أنا عليه حقا ..
لمن توقع أن أتجاهله ولم أفعل،
لمن وجد في صديقًا ورأيته عابر في طريقي،
لمن استنجد بقلبي يومًا وكان نائمًا أو متظاهرًا بالنوم،
لمن ناداني ولم أسمعه ولمن سمعته ولم أفهم مقصده جيدًا،
أعتذر لنفسي التي أذيتها بأفعالي.
ولا زالت تحاول أن تجعلني أفضل
تفضلوا جميعا بقبول اعتذاري
-
-
-
#منى_قابل