أيها الوغد
مساء بنفسجي حزين كقلبي، صامت ككذبتك الكبرى
أكتب إليك هذه المرة لأحتفل معك، لا يليق بمن شاركتك مرارة وحلاوة الأشياء كلها، ألا تبارك خطبتك.
أخبرني حارس أبي منذ خمسة أيام أنك أعلنت خطبتك يا كنان
منذ تلك اللحظة وأنا أتلفت حولي في كل الاتجاهات وكأني أنتظر الصفعة التالية باستسلام تام، لكني فقط أحاول ألا أجعلها تباغتني، أتوقع الغدر من كل الأشياء، ربما يطير القلم من يدي ويثقب عيني، أو يتخلص الكرسي من إحدى أقدامه ليسقطني، ربما يسقط البرواز المعلق على الحائط ليهشم رأسي.
وأخيرا توقفت صباح اليوم فقط عن التلفت حولي، وأخرجت من أحد الكتب التي اشتراها لي، صورة العروس التى أعطاني إياها، كنت قد دسستها في حينها بسرعة داخل ذاك الكتاب وكأني خشيت أن تراني عيناها على حالي البائس وقتها،
زال الخوف الآن، تفحصتها كثيرا، لا تشبهني البتة، ولا تشبهك أيضا، تشبه تلك الوخزة التي شعرت بها في قلبي منذ ستة أيام، أكيد كانت هي .
مسحت عرق الأحلام الذي أغرق وجهي.نزعت اسمك من فوق جبيني، وجففت نزيف العين بصعوبة كي أكتب لك تهنئة منزوعة الأحزان
مبارك للأرض كذبة جديدة
وأبناء من صلب رجل مشوه العواطف، كاذب في كل كلمة حب قالها لأمهم، منافق في كل ضحكة أطلقها بصوت عال
مبارك على الأزواج
زوج جديد من التعساء
لا تخف، لن أكرهها، لن أغار منها، لن أنتقم
لن أجلس أياما أحملق في صورتها ثم أسرد على مسامعك عيوبها
هي لا تستحق مني سوى الشفقة
مسكينة تلك التي تظن أن رجلها معها تحت نفس السقف، يشاركها غطاءً واحدًا، لكنه في الحقيقة يسكن العزلة ويخرج كل ليل خلسة ليبيت في قلب حبيبته
مسكينة حين تصدقه ومسكينة إن لم تصدق
في كل الأحوال هو أيضا مسكين
يقوم بدور سينمائي لم يختره
ولكنه القدر
صاحب القرار
مبارك على القدر صفعة جديدة على وجهي على حين غرة
ومبارك على قلبي الشهادة
أشهد أن لا حبيب بعدك ولا رجال دونك