تدهشني الجراح التي تبقى للأبد، الجراح التي تتشبث بالخنجر وأصابع الفاعل، أقصد التي يتركها المجرمون بداخلنا، بنفس بساطة قطع ورقة من المنتصف.
تلك التي تعلن عن نفسها -من حين إلى آخر- لصاحبها وحده، ، لا تطالب بالقصاص، تبقى في الأعماق، تحفر أنفاقها في صمت مهيب، لا تثرثر، لا تعاتب، تكتم الآهات، تأبى أن تداوى، في الوقت نفسه لا تتقرح، ولا تطلب يد الله لتنقذها من تلوث العالم،
تحيرني بأناقتها، بكبريائها، تظل نازفة في شموخ، لذا استحقت الأبدية، عمرها أطول من الجسد، يفنى ولا تنتهي، تصعد للسماء، تبقى بجوار الملائكة، وتتساقط على هيئة مطر كلما احتاج قلب أرضي نقي للبكاء.