لا تفكر كثيرًا.
لن تطيق العيش مع امرأة خرجت من رحم الخذلان.
كيف تفكر في امرأةٍ لا غد لها ولا أمس؟
امرأةٌ نسيت عقلها بين دفتي كتاب،
ونسيت عمرها في كفِّ جرحٍ قديم.
أنا غير عادية...
استثنائية، أو قل مجنونة.
أحيك الآلام بإبرة التريكو،
أشكل أظافري بمبرد الندم،
وأخيط ندبات روحي بنقاط الحروف.
أبحث عن كل شيء أمامي،
بينما ألمح في الأفق عين دبٍّ
واقفٍ عند آخر نقطةٍ في خريطة العالم.
أنسى أن آكل،
لكن رائحة كعكة عيد ميلادي الأول
لا تزال تملأ أنفي.
أنا امرأةٌ برائحة القلق،
أخطو دائمًا نحو التعب.
أنسى أني قلت "أحبك"،
بنفس الطريقة التي أنسى بها تناول الدواء.
أنسى قدمي على سُلَّم الحلم،
وأبحث لساعاتٍ عن عينيّ.
أنسى عنوان بيت أبي،
وأترك قلبي على الموقد حتى يفور.
أنسى الدموع في عينيّ،
وعلى كتفي أسبوعًا بلا ملل.
أنسى صوتي في بيت صديقتي،
وأسقط اسمي على صفحة مرآتي.
لو لم يكن رأسي مثبتًا على كتفي،
لنسيتُه ذات مرةٍ في مكانٍ ما.
كيف تفكر في امرأةٍ،
تراجع كل صباحٍ خطة الهروب من البشر،
وعند المساء، تدخل غرفتها،
تخلع مشاعرها،
تعري جراحها،
وتنسى باب العالم مفتوحًا؟