شقاوة طفل
بقلم : أحمد مليجي
حماده ولد شقي ..مشاغب .. كثير الحركة .. يرقد هنا وهناك .. لا يحب الجلوس في مكان واحد ، يريد الخروج إلى الشارع باستمرار .. في ظهيرة هذا اليوم ورغم سخونة الشمس وارتفاع درجات الحرارة غافل حمادة أمه وخرج إلى الشارع وظل يلعب الكرة مع اصحابه لأكثر من ساعتين ، ولم يعود إلى المنزل إلا عندما حس بالعطش والجوع .. بعد ان تناول وجبة الغداء وأروى عطشه أراد الخروج إلى الشارع لمواصلة اللعب مع اصحابه ، وكاد ان ينجح ويغافل أمه مرة آخرى ، لكن أمه صرخت في وجهه و منعته من الخروج ، جلس حماده في غرفته بضع دقائق ثم خرج إلى الصالة وأحضر كرسي و وقف فوقه بصعوبة ، كان يريد أن يمسك بساعة الحائط ، وعندما لاحظ اقتراب أمه منه اهتزت قدماه وانزلقت من فوق الكرسي فسقط على الأرض ، وسقطت ساعة الحائط قريبة من رأسه بسنتيمترات! لم تعاقبه أمه على ما فعله .. لكنها أكتفت بكلمات الحمد و الشكر لله على أنه لم يصب بسوء ، وكان عتابها الوحيد له دموعها التي كانت تتساقط من عينيها وهي تحضنه .. نظر حماده إلى أمه وهو خائفاً منها ثم مسح دموعها بيده وقال : لن أفعل ذلك مرة آخرى يا أمي .. لم يشعر والده بما حدث لأبنه فلقد كان كعادته مندمجاً في متابعة صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي ..!!