منذ ظهور السينما المصرية على الساحة العربية والعالمية, وهي تحظى بالمتابعة من شريحة ليست بقليلة من الجمهور العربي خاصة الأفلام الكوميدية , لذا عملت السينما المصرية على تقريب المسافة بين الإنسان المصري وبين أخوانه العرب من حيث أعطاء نبذة مبسطة عن اللهجات والعادات والتقاليد المصرية , وقد حظي الوجه القبلي ( صعيد مصر ) بالكم الأكبر من تلك الأفلام حتى أصبح المصري الصعيدي معروف لدي أغلب الشعوب العربية ,ومن خلال هذه الأعمال الدرامية والسينمائية أصبح الإنسان المصري بكل فئاته بمثابة صورة واضحة لكافة أخوانه العرب حتى أصبحوا يعرفون كل كبيرة وصغيرة عن الإنسان المصري وكأنهم يعيشون في قلب مصر , ومع كل هذا وذاك أرى إن من سلبيات السينما المصرية والمسلسلات الدرامية أيضا إنها أعطت صور متشابكة ومتناقضة عن كافة فئات الشعب المصري بسبب الكميات الكبيرة من الأفلام والمسلسلات التي ركزت على الدعارة والخيانة الزوجية والمخدرات والقتل والإجرام فكان لهذه النوعية من الأفلام والمسلسلات الفضل في أظهار صورة مغايرة تماما لواقع الإنسان المصري وبات للجميع وكأنه إنسان سلبي !! حتى رجال الأعمال المصريين لم يسلموا من هذه المواد بعد أن أظهرتهم الأفلام والمسلسلات على إنهم تجار مخدرات ومجرمين وأشياء كثيرة أخرى !! فجاءت هذه المواد لتتناول الجوانب السلبية فقط بل كان تركيزها على قلة قليلة من فئة منبوذة في المجتمع المصري, ولم تتناول في قصصها الجوانب الإيجابية للإنسان المصري بنفس القدر الذي أظهرت للعالم الجانب السلبي , فكان للإنسان المصري العادي البعيد عن هذا المجال نصيبا من النقد الجارح وأحيانا يكون عرضة ( للتريقه ) ,من أصدقاءه وإخوانه العرب كلما مرعليهم مشهد سينمائي غير لائق أو ظهرت لهم راقصة مصرية شبه عارية في هذا الفيلم أو ذالك المسلسل أنصب غضبهم على هذا المسكين وكأنه هو المسئول عن إنتاج وإخراج هذه الأفلام والمسلسلات !!, لذا كانت الأفلام الهابطة نقمة ووصمة عار على جبين كل مصري منذ لحظة تركيزها المشاهد الفاضحة تلك الأفلام ظهرت في مطلع الستينات وانتشرت وتكاثرت في بداية السبعينات حتى يومنا هذا, وأطلق عليها مؤخرا وسميت ب(الأفلام التجارية) لأنها تميل إلى الكسب المادي بشتى الطرق دون التطرق إلى المضمون الهادف والمفيد لأنها لا تعالج ظواهر ولا سلبيات في المجتمع المصري أو العربي , بقدر ما عملت على ظهور المصري للعالم وكأنه إنسان فاشل ومخرب يعيش وسط مجتمع فاسد ملئ بالرقاصات وتجار المخدرات والمجرمين!! , فهذه النوعية من الأفلام أساءت بشكل مباشر للمجتمع المصري بكل فئاته , لذا نرجو من القائمين على هذه الأفلام والمسلسلات أن يراعوا الله في أعمالهم قبل مراعاتهم لسمعة بلدهم وصورتها أمام العالم قبل إنتاجها وإخراجها كما نرجو من المسئولين لا يبادرون بالموافقة على أي فيلم أو مسلسل إلا بعد دراسة قصته جيدا ومشاهدة كل لقطاته وحذف المشاهد التي تثير الغرائز ولا يجدي من ورائها نفعا , ويا حبذا لو أوقفت قنوات الأفلام والقنوات الأخرى عرض هذه المواد الرخيصة والمخجلة خاصة التي تعرض مشاهد إباحية وجنسية لأنها تضر كثيرا بأبنائنا وبناتنا وتلهيهم عن أمور دينهم , فمن المعروف إن هذه الأفلام أغلب جمهورها ومتابعيها من المراهقين والشباب والفتيات .
صحيفة المصريون
أحمد محمد أحمد مليجي : بتاريخ 10 - 9 - 2009