مشاركتي في تحقيق صحفي اجري في صحيفة المدينة السعودية
ونشر على صفحاتها في عدد يوم الجمعة الموافق 8 - 8- 2014
و عنوانه
فضاء يمطر بالغواية والتغرير والإفساد المضامين الاعلامية
وتأثيرها على الشباب في ظل الانفتاح الاعلامي على الشباب
بداية يرى الكاتب والأديب الصحفي لأستاذ أحمد مليجي، بأنّ للشباب طاقة جبارة في كافة المجالات وهذه الطاقة يجب أن توظف وأن تستغل لتفريغها في ما هو مفيد لهم ولأوطانهم وللمساهمة بإيجابية في تنمية وحضارة بلادهم، ومن هنا كان دور المحاضن التربوية في حماية الشباب وللحفاظ عليهم من الوقوع في محاضن التطرف والفكر الضال، ولكي تقوم المحاضن التربوية بدورها في حماية الشباب من براثن الانحراف لابدّ أن تكون البداية الحقيقية من الأسرة وبالخصوص الوالدين حيث يقع عليهم الجانب الأكبر من الرعاية والمتابعة الفكرية والابداعية لكي يكون الأبناء عناصر هامة في بناء مجتمعاتهم وأسرهم كذلك، ملمحاً بأنّ المؤسسات التربوية الآخرى كالتربية والتعليم ورعاية الشباب والرياضة والشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام كلا من هذه المؤسسات له دوره المنوط لهم في تكوين ورعاية وتوجيه الشباب لتنمية قدراتهم الذهنية والفكرية للاستفادة من امكانياتهم وطموحاتهم وحماسهم في تنمية وبناء أوطانهم، مقترحاً أن يكون هناك برنامج متكامل يساهم فيه ويرعاه كافة المحاضن التربوية ومؤسسات المجتمع المدني حيث يقدم هذا البرنامج رعاية وتربية النشء تربية علمية سليمة ومن ثمّ العمل على حل مشكلات الشباب وتوجيههم للمسار الصحيح واحتضان أفكارهم والاستفادة من طموحاتهم المستقبلية للمشاركة الفعالة في تنمية وبناء الوطن. دور الدعاة ويشدد مليجي على أنّه يجب أن يكون للدعاة دور عظيم في حماية الشباب من التطرف والفكر الضال، خصوصا وأننا أصبحنا نواجه أكبر وأخطر مشكلة يواجهها الشباب والعالم الإسلامي أجمع في هذا العصر وهي التطرف الفكري، سواء كان من ناحية تشويه صورة الإسلام وعقيدته السمحاء في الشرق والغرب، أو من ناحية الاخلال بالأمن والآمان وزعزعة الاستقرار والوحدة الوطنية التي تنعم بها دولنا الإسلامية فهناك من يسعى إلى تقسيمها إلى دويلات متناحرة متخاصمة تنهكها الحروب لتعيش في حروب وصدام دائم وهذا ما يريده ويسعى إليه أعداء الدين لبلادنا، مؤكداً على أنّه لابد أن يكون للدعاة دور كبير في نشر ثقافة التسامح والوحدة بين المسلمين وتنبيه الشباب بما يثار حولهم من مخططات الاعداء من براثن فتن، خصوصاً وأننا أصبحنا نعيش في عصر الغربة عصر العالمين الافتراضي والرقمي وجعلنا قرية واحدة وبالتالي اختلطت الثقافات وأبعدت الكثير من شبابنا عن قيمنا الاجتماعية وعن عاداتنا وتقاليدنا الاسلامية التي تربينا وترعرعنا عليها. وعن دور الإعلام المحلي في توعية المجتمع بمآلات الإعلام الفاسد في استهداف الشباب؟، يعتقد مليجي بأنّ الاعلام المحلي يقوم بواجبه في التوعية والتصدي بمآلات الاعلام الفاسد بما يملكه من امكانيات وخبرة، لكن في ظل التقدم الاعلامي وتعدد وسائله المسموعة والمرئية والمكتوب جعلنا نعيش في عصر العولمة والسماوات المفتوحة بسلبياتها وايجابياتها وهذا ما يتطلب جهود ودور أكبر من الاعلام المحلي لتحصين النشء من أي غزو ثقافي اعلامي خارجي يعمل على طمس الثقافة الاسلامية والعربية، خصوصاً أننا أصبحنا نعيش في عصر اعلامي اخترقت فيه الحواجز والحدود بين الدول، منوهاً على أنّ الرسالة الاسلامية السمحة تستطيع التصدي للإعلام الفاسد وتستطيع حماية الشباب ومواجهة هذه المخاطر، لذلك يجب أن يكون لاعلامنا استراتيجية خاصة لمواجهة الاعلام الفاسد بحيث يؤدي دوره في نشر الرسالة المحمدية بمفهومها الشامل، بحيث نبني الشاب المسلم القادر على التصدي على المخاطر والتعامل مع معطيات العصر بثقافته الاسلامية السمحة وبالتالي يستطيع محو آثار الغزو الثقافي القادم من الخارج ولكن يجب أن تتوافر جهود كافة المؤسسات الأهلية والحكومية والمجتمع المدني، بحيث تتضافر كل هذه الأجهزة لتلتف حول تحقيق هدف واحد وهو حماية الشباب من أثر الاعلام الفاسد وتحصينهم فكرياً وثقافياً ودينياً ضد أي مؤثرات تؤثر على سلوكهم كمسلمين يحملون رسالة خير وسلام للبشرية كلها، مؤكداً بأنّه وفي هذه الحالة يمكننا أن نبني شباباً بناءً صحيحاً يمكنه معرفة الصالح فيقدم عليه ومعرفة الطالح فيرفضه.