هب من نومه مفزوعاً ،تحسس مكانها بجواره فلم يجدها .. إنه وقت ذهاب الأولاد للمدرسة فربما هي بالمطبخ تعد وجباتهم الخفيفة التي دأبت على تحضيرها لهم ...ساقته قدماه إلى المطبخ.. لكن خاب ظنه؟! ..فلم يعد هناك سوى أطباق وأواني مبعثرة هنا وهناك كما هي متسخة منذ أيام ، كأن المطبخ عاد إلى حالته الأولى التي كان عليها قبل زواجه!!،وقف مذهولاً لحظات ... يفكر ويسأل نفسه أين هي ؟ أين ذهبت في هذا الوقت المبكر؟؟، لم يتبق أمامه سوى غرفة أبنائه لعلها ذهبت لتطمئن عليهم .. دعا ربه كثيراً أن تكون هناك وأن لا يخيب الله ظنه هذه المرة، بدت له الغرفة مظلمة ..أضاء الأنوار بلهفة شديدة يملؤها الأمل ... دقات قلبه تنادي عليها والشوق يسبقها ؟!!.. لم يلبي نداءه إلا صراخ ابنه الخائف.. فلقد أفزعه وجود والده المفاجئ أمامه .. ضمه إلى صدره و قال له وعيناه تدمع : لا تخف يا بني أنا والدك!!، سأله أبنه والشوق يملأ قلبه : أين أمي يا أبي متى تعود من السفر ؟؟!!
أحمد محمد أحمد مليجي