لمَّا هزمت اليونان أسبرطة، قال أحد المفكرين اليونانيين: «هزمناهم ليس حين غزوناهم، هزمناهم حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم». هذا هو السلاح الذي يحاربنا به اليوم أعداءنا، سلاح مسموم، متمثل في زلزلة ثقتنا بأنفسنا، وتشويه رموزنا، وطمس معالم حضارتنا، وطي صفحة تاريخنا، ولكنَّ أكثر الناس لا يشعرون.
أفيقوا أيها الشباب، فإنه لا يمكن بناء أي أمة إلا بالنظر لماضيها، وتصحيح أخطاءه، والتمسك بحسناته، وهذا هو مفهوم التاريخ، إذ هو وعاءُ للتجارب الإنسانية نستفيدُ من إنجازته ونتجنب انتكاساته. فلا بد من قراءة التاريخ، لأن القراءة قوة، والقوي لا يُهزم أبدًا، ولا يُستَقطب لأي جهةٍ منحرفة. لا بد من قراءتهِ قراءةً متأنيةً بعين الفكر والاعتبار، حتى نستطيعَ أن نبنيَ أمةً قويةً راقيةً كما كانت سابقاً، وكما يقولون: مَنْ وعى التاريخ في صدره، أضاف أعماراً إلى عمرهِ.