في هذه الأيام المباركة، وتلك اللحظات المنفوحة، التي تتنزل فيها نفخات الله تترا على الخلائق، ينبغي علينا أن نتعرَّض لها عسى أن تصيبنا نفحة ونظرة لا نشقى بعدها أبدا.
وكأنَّ هواتف الحقيقة الإلهية والرحمات الصمدانية تنادينا بالإقبال والهمم العالية والتشمير عن ساعد الجد للفوز بتلك الجوائز هذه الأيام.
وكأني في هذه الأيام أسمع صوت من ينادينا بصوت صراخه:
يا غيومَ الغفلةِ عن القلوبِ تقشَّعي
يا شموسَ التقوى والإيمان اطلعي
يا صحائفَ أعمال الصائمين ارتفعي
يا قلوب الصائمين اخشعي
يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك و اركعي.
يا عيون المجتهدين لا تهجعي.
يا ذنوب التائبين لا ترجعي.
يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي.
يا بروق العشاق للعشاق المعي.
يا خواطر العارفين ارتعي.
يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي.
يا جنيد اطرب، يا شبلي احضر، يا رابعة اسمعي.
قد مُدَّت في هذه الأيام موائد الإنعام للصُّوام فما منكم إلا من دُعي.
ويا همم المؤمنين أسرعي.
فطوبى لمن أجابَ فأصاب ... وويلٌ لمن طُردَ عن الباب و ما دُعي.
(الأبيات لابن رجب الحنبلي)
فاللهم يا مولانا اقبلنا برحمتك في رحمتك ولا تتخلى عنا بمعونتك.