إنه لَيحزُنني جدًا أنَّ أرى بعض المثقفين أو المتعلمين لا يعرفون شيئًا عن الحضارة المصرية القديمة، ظانًّا بعضهم أنها سراب، وآخرهم يعتقد أنَّ قدماء المصريين لم يتركوا لنا سوى حجارة صمَّاء، لا تستدعي فخرًا ولا تستوجب بحثًا!!.
قال لي أحدهم: لماذا أراكَ تتباهىىٰ بالأهرامات وما هي إلا حجارة؟
قلت له: يجب ألا تنظر إلى الأهرامات على أنها حجارة، ولكن انظر إلى ما وراء هذه الحجارة من علوم وفنون!
قال لي في سخرية: أين هي هذه العلوم؟
قلت له: يا سيدي هل تعلم أنَّ مصر بها أكثر من 110 هرمًا عدَّها الدكتور عبد الحليم نور الدين في كتابه عن الأهرامات؟!.
قال: لا أعرف سوى الأهرامات الثلاث بالجيزة.
قلت له: بل هناك ما يجاوز المائة، منتشرة في مصر وخاصة الصعيد، مثل: (سنفرو- ساحورع - سقارة - أوناس - تتي ...).
ولكن لا أحدثك عنها جميعا بل سأحدثك عن الهرم الأكبر فقط، وكيف احتار فيه العلماء من الشرق والغرب، وسأحدثك عن بعض الأسرار التي لاحظتها البعثاتُ البحثية حولَ الهرم الأكبر؛ لنرى سَويًّا في النهاية هل هي فعلا حضارة حجارة أم حضارة علم!
هل تعلم يا سيدي أن الهرم الأكبر فقط، وُضعت فيه عشرات المؤلفات والأبحاث العربية والأجنبية؟! بالطبع لم يكن يعرف!!
قلتُ: خذ على سبيل المثال:
كتاب «رياضيات الهرم الأكبر» لجون تايلور.
كتاب «أسرار الهرم الأكبر» تأليف: تومكينز.
كتاب «لُغز الهرم الأكبر» لأنطوان بطرس.
كتاب «سر قوة الهرم الأكبر» بيل شول وإدينيت، ترجمة: أمين سلامة.
كتاب «أسرار الهرم الأكبر» محمد العزب موسى.
كتاب «الهرم وسر قواه الخارقة» راجي عنايت.
كتاب «لُغز الهرم الأكبر» د. سيد كريم.
كل هذه وغيرها حول الهرم الأكبر فقط، فما بالك بباقي الأهرامات، والتي تضج بالألغاز والأسرار والمعجزات....
⬅️ هيا بنا نعيش مع أحد هذه الكتب فقط، وهو كتاب رياضيات الهرم الأكبر «Mathematics of the Great pyramid» لجون تايلور:
1- اكتشف تايلور أننا إذا ضربنا طول الهرم (149متر قبل سرق القمة الذهبية من فوقه) في 100 مليون يعطيك المسافة بين الأرض والشمس!!.
2- ولو ضربنا وزن الهرم في 100 مليون يساوي وزن الكرة الأرضية!!.
3- وعند قسمة محيط الهرم على قطره يعطيك قيمة (ط) أو ما تُعرف بالباي (π=3.14) والتي لا تخلو منها معادلات بور ورذرفورد وأينشتاين وشرودنجر،....إلخ.
4- وعند قسمة محيط غرفة الملك على ارتفاعها يعطي أيضًا قيمة الباي!!.
5- وعند قسمة محيط تابوت الملك على ارتفاعه يعطي أيضًا قيمة الباي!!.
فهل هذه صدفة؟ أم أنها قائمة على حسابات وهندسة محكمة نعجز عن فهمها؟!.
⬅️ هل تعلم أن العالم الإنجليزي "فلاندز بيتري" اكتشف أربع فتحات في الهرم الأكبر، جميعها يصل إلى غرفة الملك، واكتشف أن هذه الفتحات الأربع، يُرى منها نجوم لا تخطر على البال؛ ففتحة الجنوب يُرى منها النجم اليماني «الشعرى اليمانية» والتي ببزوغه كل 11 سبتمبر تبدأ السنة الشمسية «التقويم المصري القديم». وفي فتحة الجنوب المقابل يُرى الدب الأصغر (Kochab)، وفي فتحتي الشمال يُرى كلا من النجم القطبي (Alpha Darco)، وحزام الجبار (Orion).... وهذا ما جعله يقول: الأهرامات كانت مراصد فلكية ولم تكن مقابر!!
⬅️ هل تعلم أنَّ من خمسين سنة فقط جاءت بعثة أمريكية «بعثة بيركلي» إلى مصر، وكان على رأسها عالم شهير حاصل على جائزة نوبل اسمه ألفاريز (Alvarez)، وظلت في مصر عدة أسابيع، ثم خرجت بنتائج مدهشة، كان مغزاها: «أنَّ في الهرم الأكبر قوة وطاقة لا نعرفُ عنها شيئًا، ويبدو أنَّ ما درسناه من قوانيين الطبيعة فيها خطأ ما».
⬅️ ثم جاءت بعدها بعثة يابانية اسمها وسيدا (wasita) وقالت نفس الكلام، بأن في الأهرامات طاقة لا نعرفها !!.
⬅️ وهل تعلم أن هذا الكلام قاله أيضًا من قبلُ "نيكولا تسلا"، عالِم الفيزياء العظيم، الذي نعيش في ضوءه الآن بسبب اكتشافه «التيار المتقطع أو المتردد»، حيث ذكر تسلا إنَّ الأهرامات ليست مقابر ولكنها كانت محطات لتوليد الطاقة الكهربائية للإضاءة، وأن مصر القديمة عرفت الكهرباء !!.
⬅️ وأخيرًا من 15 سنة فقط، تقريبا في 2007م، جاء عالم مصريات اسمه كريستوفر دان christopher Dunn ووضع كتاب كبير اسمه: «التكنولوجيا المفقودة في مصر القديمة - والهندسة المتقدمة في المعابد الفرعونية» ذكر فيه أنَّ الأهرامات - وخاصة الهرم الأكبر - كانت محطات لتوليد نوع من الطاقة اسمها «Pizo electric effect»، والتي تُستَمد من الصفائح التكتونية، وهذه الطاقة كان المصري القديم يستخدمها في قطع الجرانيت.
وأجرى كريستوفر تجربة عجيبة داخل تابوت الملك في الهرم الأكبر - سوف أفرد لها مقالة - ليثبت في النهاية أنَّ المصريين القدماء كانوا يقطعون الجرانيت بهذه الطاقة وليس يدويًا !!.
هل كنت تعلم كل هذا؟ قال: لا !!.
قلت: هذه بعض المعلومات التي أعرفها فقط، وما لا أعرفهُ كثير وكثير، يحتاج إلى مزيد من القراءة والبحث.
إذن الأهرامات فعلا من عجائب الدنيا؛ لأننا لا نعرفُ هل كانت مقابر أم كانت مراصد فلكية أم كانت مصانع لتوليد الطاقة؟؟ .... أسرار عظيمة لا نعرف عنها شيئا.
إذن يجب ألا تنظر إلى الأهرامات على أنها حجارة، بل انظر إليها على أنها مجموعة من العلوم الهندسية والرياضياتية.
كان سعيدًا جدًا بهذه المعلومات، وتصافحنا وانصرفنا ونحن نردد قول أمير الشعراء.
وقفَ الخلقُ ينظرونَ جميعًا
كيفَ أبني قواعدَ المجدِ وَحدي
وبناةُ الأهرامِ في سالفِ الدهرِ
كَفوني الكلامَ عند التحدي