لا شك أن كل الطلاب الذين درسوا الفيزياء في المرحلة الثانوية يعرفون «قوانيين الحركة» الثلاثة، ويحفظون جيدًا أنها من إنجازات نيوتن.
لكن في الواقع ليست هذه هي الحقيقة؛ والحقُّ أن قوانيين الحركة قد عرفها العرب والمسلمون الأوائل منذ عصر الحضارة الإسلامية، قبل أن ينشأ نيوتن في بطن أمه جنينًا بقرون وقرون!!
لكنها سياسة الغرب الملعونة في محو آثار العرب من كل شيء، والواقع المُر أنهم قد نجحوا، ومع الأسف ما زال أكثر الناس مخدوعين.
قوانيين الحركة: هي عبارة عن ثلاث قوانيين، تفسر حركة وسكون الأثقال وتأثير القوة عليها.
۞ قانون الحركة الأول:
نصَّ فيه نيوتن على «أن الجسم الساكن يبقى ساكنًا، والجسم المتحرّك يبقى متحركًا، ما لم تؤثر عليه قوى ما».
والعجيب أننا وجدنا هذا الكلام فيما كتبه علماء الحضارة الإسلامية قبل نيوتن بقرون طويلة، ومثال ذلك:
ما قاله الإمام الحسين ابن سينا (ت: 1036م) في كتابه «الإشارات والتنبيهات» ما نصه: «إنك لتعلم أن الجسم إذا خُلِّي وطباعه، ولم يَعْرِضْ له من خارجٍ تأثيرٌ غريبٌ، لم يكن له بُدٌّ من موضع معين وشكل معين، فإن في طباعه مبدأ استيجاب ذلك، وليست المعاوقة للجسم بما هو جسم، بل بمعنى فيه يطلب البقاء على حاله».
والواضح لنا من النص السابق أن تعبير ابن سينا للقانون الأول للحركة أكثر دقة من تعبير إسحاق "نيوتن" الذي جاء بعده بأكثر من ستة قرون !! حيث يؤكد فيه على أن الجسم يبقى في حالة سكون أو حركة منتظمة في خط مستقيم ما لم تجبره قوى خارجية على تغيير هذه الحال؛ بما يعني أن ابن سينا هو أول من اكتشف هذا القانون !!
۞ أما عن قانون الحركة الثاني:
فهو ينص عند نيوتن على أنه «إذا أثرت قوة على جسم ما فإنها تكسبه تسارعًا، يتناسب طرديًا مع قوته وعكسيا مع كتلته».
وهذا القانون أيضًا قد اكتشفه علماء الحضارة الإسلامية قبل نيوتن، وفي ذلك ورد عن هبة الله بن ملكا البغدادي (ت: 1164م) أنه قال في كتابه «المعتبر في الحكمة»: «وكل حركة ففي زمان لا محالة، فالقوة الأشدّ تُحرِّك أسرع وفي زمن أقصر.. فكلما اشتدت القوة ازدادت السرعة فقصر الزمان، فإذا لم تتناه الشدة لم تتناه السرعة، وفي ذلك تصير الحركة في غير زمان أشد؛ لأن سلب الزمان في السرعة نهاية ما للشدة».
وكذلك في الفصل الرابع عشر الموسوم (الخلاء) قال بلفظه: «تزداد السرعة عند اشتداد القوة، فكلما زادت قوة الدفع زادت سرعة الجسم المتحرك وقصر الزمن لقطع المسافة المحددة».
وهذا بالضبط ما قاله "نيوتن" في علاقته الرياضية المسماة بالقانون الثاني للحركة!!
۞ قانون الحركة الثالث:
صاغه نيوتن بقول: «لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه».
والحققيقة أنَّ ابن الهيثم (ت: 1039م) قد عبَّر عن هذا المعنى في كتابه (المناظر) بقوله: «المتحرك إذا لقي في حركته مانعًا يمانعه، وكانت القوة المحركة له باقية فيه عند لقائه الممانع، فإنه يرجع من حيث كان في الجهة التي منها تحرك، وتكون قوة حركته في الرجوع بحسب قوة الحركة التي كان تحرك بها الأول، وبحسب قوة الممانعة».
وقال هبة الله بن ملكا البغدادي أيضًا في كتابه (المعتبر في الحكمة): «إن الحلقة المتجاذبة بين المصارعين لكل واحد من المتجاذبين في جذبها قوة مقاومة لقوة الآخر، وليس إذا غلب أحدهما فَجَذَبَهَا نحوه يكون قد خلت من قوة جذب الآخر، بل تلك القوة موجودة مقهورة، ولولاها لما احتاج الآخر إلى كل ذلك الجذب».
ولقد أقر فخر الدين الرازي (ت: 1209م) نفس المعنى في كتابه (المباحث المشرقية في علم الإلهيات والطبيعيات) حيث قال: «الحلقة التي يجذبها جاذبان متساويان حتى وقفت في الوسط، لا شك أن كل واحد منهما فعل فيها فعلاً معوَّقًا بفعل الآخر».
كل هذه نصوص من تراثنا العربي والإسلامي الناضج تؤكد أنَّ حضارتنا قد سبقت بهذا الاكتشاف والإنجاز ما قاله نيوتن بعدة قرون.
فيا أيها الشباب أفيقوا ولا يخدعنكم مظاهر الغرب الخدَّاعة؛ واعلموا أنكم أساس هذه الحضارة التي يتمتعوا بها، ولكنها مليارات الغرب التي أُنفقت وما زالت تُنفق على ضياعكم، وسلب هويتكم، وتحطيم عقولكم، وهزيمتكم في عقيدتكم، حتى لا تستعيدوا مجد أجدادكم فتتفوقوا عليهم فاحذروا يرحمكم الله.