آخر الموثقات

  • من حب ربه
  • لن يعود !
  •  سأبقى كالسّنا
  • البحار مستودع الأسرار
  • أحبك يا عذابي
  • كل ليلة... أنا و ثباتي العتيد
  • على حافة الحياة
  • علاقاتي ليست للتعاون
  • أيها المسافر
  • ما لا يقال عند أوزو
  • إمراة تعيش على حمل ببالون
  • موسيقى المطر
  • هل تعلمين معنى احتياجي إليك
  • من أنت؟!..
  • أكره الحرب
  • إحساسين متناقضين !
  • مسجون في أيامي
  • إن بعض الظن إثم
  • لن أشفق عليك،
  • لا تلمس جرحي
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. التدريج إسلوب حياة ناجح

التدريج هو تنفيذ الشيء على مراحل، خطوة فخطوة، درجةً درجة.

وهو من الأساليب التي يقوم عليها علم التنمية البشرية وعلوم التربية والروابط الاجتماعية؛ لأنه ثبت - بالتجربة عبر الزمن - أنه إسلوب ناجح في كل أمور الحياة.

وهو من الأساليب التي استخدمها الشرع الشريف في بناء منهجه وإقامه حدوده ومعالمه.

فنراه قد اُستخدم في تحريم كثير من المنكرات، كالخمر مثالا على ذلك.

فلم يُحرِّم اللهُ الخمرَ من أول مرة بل استخدم التدريج في تحريمها، كما جاء في نصوص القرآن الكريم.

وانتهج القرآن الكريم أيضًا منهج التدرج في تحريم الربا، وفي فرضية كل من الصلاة والصيام والزكاة.

بل إن القرآن الكريم نفسه لم ينزل مرة واحدة بل نزل على مراحل متفرقة، قال تعالى: ﴿وَقُرۡءَانࣰا فَرَقۡنَـٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثࣲ وَنَزَّلۡنَـٰهُ تَنزِیلࣰا﴾ [الإسراء ١٠٦]

﴿وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَیۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَـٰهُ تَرۡتِیلࣰا﴾ [الفرقان ٣٢]

 

ولم يرد لفظ (التدرج) في القرآن الكريم صراحة، وإنما ورد لفظ قريبٌ منه، وهو لفظ (الاستدراج).

قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ)  [الأعراف: ١٨٢]. أي: نأخذهم درجة فدرجة، وهو قريب من معنى التدرج، الذي هو اقترابٌ من الهدف شيئًا فشيئًا.

 

هذا، وإنَّ مَن يتفكر في هذا الكون الفسيح يرى أنه قد نشأ منذ بدايته على مراحل متعددة، وانتهج منهج التدرج في تهيئته وتمهيده، حتى أصبح صالحًا للحياة واستقبال الكائنات الحية عليه.

 

ودليلي في هذا هو كلام الخالق العظيم في كتابه القديم ووحيه القرآني الكريم.

 

♦️ حيث أخبرنا الله وأطلعنا أن هذه السماوات والأرض خُلقت في ستة أيام، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبࣲ﴾ [ق ٣٨]

 

ثم فصَّل وشرح الأيام الستة وما حدث فيها، فقال تعالى:

 

﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم﴾ [فصلت: ٩-١٢].

 

ومعلوم أنَّ الله سبحانه وتعالى قادر على خلق السموات والأرض في لحظة، ﴿إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ﴾ [يس ٨٢]

ولكنه سبحانه خلقهن في ستة أيام؛ لحِكَم جليلة أرادها الله تعالى منها: تعليم عباده الأناة والتدرج في إيجاد الأشياء شيئًا فشيئًا.

 

قال الإمام ابن عاشور في التحرير والتنوير (8/ 161): «وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون خلق السماوات والأرض مدرجًا، وأن لا يكون دفعة؛ لأنه جعل العوالم متولدًا بعضها من بعض؛ لتكون أتقن صنعًا مما لو خلقت دفعة؛ وليكون هذا الخلق مظهرًا لصفتي علم الله تعالى وقدرته، فالقدرة صالحة لخلقها دفعة، لكن العلم والحكمة اقتضيا هذا التدرج، وكانت تلك المدة أقل زمن يحصل فيه المراد من التولد بعظيم القدرة؛ ولعل تكرر ذكر هذه الأيام في آيات كثيرة لقصد التنبيه إلى هذه النكتة البديعة من كونها مظهر سعة العلم، وسعة القدرة» انتهى كلامه.

 

♦️ كذلك تجلى مبدئ التدرج في خلق الإنسان، حيث خلقه الله في أطوار مختلفة، وهو قادر سبحانه أن يخلقه دفعة واحدة، فخلقه نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم خلق المضغة عظامًا، فكسا العظام لحمًا.

قال تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: ١٤].

 

وانظر كذلك للقمر وهو يبدو صغيرًا، ثم يكبر رويدًا حتى يكمل، ثم يعود إلى النقص، وهو يشبه الإنسان؛ حيث إنه يخلق من ضعف، ثم لا يزال يترقى من قوة إلى قوة، حتى يعود إلى الضعف مرة أخرى، فتبارك الله أحسن الخالقين، قال تعالى: [وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ] [يس: ٣٩].

 

وتحيا كل الكائنات الحية - نباتات وحيوانات - في دورة مُدرَّجة من الحياة تولد وتنمو وتكبر حتى تموت.

 

إنها صفة التدرج التي باتت سنة من الله الكونية التي لا تتبدل ولا تتخلف ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِیلًا﴾ [فاطر ٤٣]

 

وواجب الإنسان حيال هذه السنة الكونية أن يتخذها مسارًا في حياته كلها، فلا يتعجل في قطف ثمار عمله، بل يتدرج في الطريق للوصول للغاية؛ فمن استعجل الشيء قبل آوانه عوقب بحرمانه.!

 

إنها رسالة من الكون ودعوة للتخلق (بالتدريج) في طلب العلم .... التدريج في اكتساب المال وطلب المجد .... التدريج في توطيد العلاقات الإنسانية .... التدريج في القضاء على الخصومات..... التدريج في التخلص من العادات السيئة ... التدريج في الانتصار على النفس .... التدريج في الوصول إلى الله واتباع منهجه.

 

إنها رسالة من الكون لكل الشباب ألا تيأس، أنت تستطيع فعل المعجزات، أنت تمتلك قدرة على الإبداع والتميز والتألق، ولكن لا تتعجل، خذ الطريق خطوة خطوة ودرجة درجة، وكن على يقين أنك ستصل.

لاَ تَقـلْ قَـدْ ذَهَبـتْ أربـابُهُ * * * كُلُّ مِـنْ سارَ عَلى الـدَّربِ وَصْـلْ

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
3↑2الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
5↓-2الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
6↑3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
9↓-2الكاتبمدونة حسن غريب
10↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑59الكاتبمدونة ياره السيد80
2↑46الكاتبمدونة إيناس عراقي147
3↑45الكاتبمدونة عفاف حسين92
4↑31الكاتبمدونة أحمد زيدان57
5↑30الكاتبمدونة آية الدرديري143
6↑29الكاتبمدونة نهلة احمد حسن60
7↑27الكاتبمدونة نسمه تليمة79
8↑26الكاتبمدونة رشا كمال126
9↑24الكاتبمدونة مني العقدة39
10↑24الكاتبمدونة محمد التجاني104
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1057
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب680
4الكاتبمدونة ياسر سلمي644
5الكاتبمدونة مريم توركان569
6الكاتبمدونة اشرف الكرم557
7الكاتبمدونة آيه الغمري486
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني418
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين406
10الكاتبمدونة سمير حماد 398

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب323955
2الكاتبمدونة نهلة حمودة177842
3الكاتبمدونة ياسر سلمي172447
4الكاتبمدونة زينب حمدي166297
5الكاتبمدونة اشرف الكرم124179
6الكاتبمدونة مني امين115182
7الكاتبمدونة سمير حماد 103575
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94676
9الكاتبمدونة مني العقدة92324
10الكاتبمدونة مها العطار85661

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
2الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09
3الكاتبمدونة طه ابوزيد2025-05-08
4الكاتبمدونة آمال صالح2025-05-08
5الكاتبمدونة غازي جابر2025-05-07
6الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)2025-05-05
7الكاتبمدونة خالد دومه2025-05-03
8الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
10الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08

المتواجدون حالياً

929 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع