🔴 في أكتوبرَ الماضي، أهدَتِ المجلّةُ العربيّةُ السعودية لقرّائها، مع المجلّة، كُتيِّبًا ماتعًا يقعُ في نحو مئةٍ وثمانين صفحة، بعنوان: «أعلام العُزّاب في العصر الحديث»، وهو من أعمال المؤرِّخ الأردني المتبحّر في علم السِّيَر والتّراجم الأستاذ الكبير أحمد إبراهيم العلاونة.
👈ولقد أثارني هذا العنوان منذ لحظة صدوره الأولى؛ فاشتريتُه، ثمّ انشغلتُ عنه، فلم أقرأْه إلّا اليوم، فرأيتُه كتابًا سهلَ الأسلوب، غنيًّا بالفوائد، خرجتُ منه برسالة واحدة:
«أنّ الإنسان يموت، ويَبقى أثَرُه وعملُه ونتاجُه.
ولم يكن الأثَرُ يومًا في ولدٍ يخلفه؛ فقد جاءنا التاريخُ بمئات الشخصيّات التي انتقلَ جِسمُها، وبقي اسمُها وآثارُها ورصيدُها، ومع ذلك كانوا عُزّابًا لم يتزوّجوا».
🔴 تناول المؤلّف في كتابه نحوَ مئةٍ وثلاثٍ وأربعين شخصيّةً ممّن لم يتزوّج من الأعلام العرب والمعاصرين، ممّن عُرِف واشتهر من علماءِ اللغةِ والشريعة، ومن السّياسيين والأدباء والشعراء والمؤرّخين والممثّلين والمطربين، سواء أكانوا مسلمين أم غيرَ مسلمين، وقد رتّبهم على حروف المعجم.
🔴 وفي هذا المقال، أختصر لكم ما أورده المؤرّخ في كتابه من أعلام العزّاب في العصر الحديث من المصريين فقط، ومن العلماء، والشعراء، والأدباء، واللغويين، والوطنيين فقط، وهم الآتي أسماؤهم:
1- أحمد سعد الدين أبو حاب: شاعر وأديب وسياسي، وله عدّة دواوين، مثل: التفرّد، وماذا تفعلون بهابيل، ووداعًا أيّها القلب...
2- جمال حمدان: العالم الجغرافي الكبير، صاحب كتاب شخصيّة مصر.
3- حامد جوهر: خبير علوم البحار، ومقدّم البرنامج التلفزيوني الشهير عالم البحار.
4- أحمد العاصي: شاعر مصري، وله ديوان العاصي، وغادة لبنان، ورواية الأديب المنكود.
5- حسين شفيق المصري: صحفي، وأديب، وشاعر، وزجّال ساخر، وله عدّة دواوين وكتب.
6- الشاعر خليل مطران: له ديوان ضخم طُبِع في ستّة أجزاء.
7- الكاتب القصصي رستم كيلاني: من آثاره: الجدران الباكية، وحكايا من حولنا.
8- السفير الدبلوماسي سعيد عبد الرازق: كان يمتلك مكتبة ضخمة تضمّ نحو عشرة آلاف كتاب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، فأوصى بها إلى مكتبة الإسكندرية.
9- الشاعر صالح الشرنوبي: له ديوان مطبوع.
10- البحّاثة والأديب والمترجم الطاهر أحمد مكي: من مؤلفاته: الأدب الأندلسي من منظور إسباني، الأدب المقارن، الشعر العربي المعاصر...
11- الفيلسوف والمفكّر عاطف العراقي: من مؤلفاته: ثورة العقل في الفلسفة العربية، الفلسفة الطبيعيّة عند ابن سينا...
12- الأديب الكبير عباس محمود العقاد: وهو غنيّ عن التعريف.
13- الفيلسوف والمفكر عبد الرحمن بدوي: من آثاره: أرسطو عند العرب، المعجم الفلسفي، شخصيات قلقة في الإسلام، تاريخ التصوّف السُّنِّي...
14- الباحث والأديب عبد العزيز الأهواني: صاحب التصانيف: الزجل في الأندلس، الأمثال العامية في الأندلس، لحن العامة في الأندلس.
15- اللغوي عبد العزيز مطر: صاحب التصانيف: ظواهر نادرة في لهجات الخليج العربي، خصائص اللهجة الكويتية، لهجة البدو في إقليم ساحل مريوط...
16- الشاعر المصري الكبير عبد العليم عيسى: من دواوينه: ألحان ملتهبة، للحياة أُغنّي، لهذا أنا أحيا...
17- الضابط المصري البطل عبد المنعم رياض: قائد الجيش المصري في حرب الاستنزاف.
18- الشاعر والمهندس المصري علي محمود طه: ابن المنصورة، وصاحب الدواوين: أرواح شاردة، الشوق العائد، الملاح التائهة، شرق وغرب...
19- الكاتب الصحفي والقانوني الكبير فكري أباظة: اشتهر بكتابه الضاحك الباكي، وله مؤلّفات أخرى، منها: حواديت، مع الناس، فكري أباظة في الراديو...
20- الصحفي المصري قرياقص ميخائيل: الذي له جهود وطنية مشرفة في الدفاع عن القضايا الوطنية، من خلال النشر باللغة الإنجليزية في لندن.
21- الباحث المصري الأستاذ الكبير محمد حسنين السندي: مؤلف كتاب تاريخ المذاهب الفلسفية، وعلم المنطق الحديث، والموجز في علم التربية...
22- الصحفي والشاعر مصطفى كامل الشناوي: جمع كثيرًا من شعره في ديوان لا تكذبي، وغنّى له محمد عبد الوهاب قصيدته الشهيرة الخطايا.
23- الشاعر المصري هاشم الرفاعي: جُمعت أشعاره بعد وفاته في ديوان كبير.
👈 وهكذا، نَرَى أَنَّ الأثَرَ بِالعَمَلِ، وَلَيسَ بِالذُّرِّيَّةِ فَقَط، فَكَم مِمَّن تَزَوَّجَ وَلَهُ عَشَرَاتُ الأَولَادِ، وَهُوَ وَذُرِّيَّتُهُ فِي المَجْهُولِ، لَمْ يَذْكُرْهُمُ التَّارِيخُ يَوْمًا.
فَلْيَصْنَعْ كُلٌّ مِنَّا تَارِيخَهُ بِنَفْسِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَلَا يَنْتَظِرْ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ تَقْدِيمَ شَيْءٍ لَهُ.
وكما يقولُ أميرُ الشعراءِ أحمدُ شوقي:
دَقَّاتُ قَلْبِ المَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِ
فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا
فَالذِّكْرُ لِلإِنسَانِ عُمْرٌ ثَانِ