أَتَعَلَّمُ كَمْ مِنَ الوَقْتِ مَرَّ عَلَى فِرَاقِنَا؟
تَوَقَّفْتُ عَنِ العَدِّ أَوِ النَّظَرِ لِلوَرَاءِ،
وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ عِنْدَمَا أَفْعَلُ ذَلِكَ فَإِنَّ الفِرَاقَ سَيَطُولُ،
سَيَطُولُ جِدًّا، يَا عَزِيزِي.
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَنْصِبُ لَكَ المَحْكَمَةَ،
لا تَتَعَجَّلْ فِي الفَهْمِ الخَاطِئِ،
المَحْكَمَةُ الَّتِي أَنْصِبُها أَنتَ الحَكَمُ فِيهَا.
كُلَّ لَيْلَةٍ أَشْكُو لَكَ حَالِي،
وَأَتَرَجَّاكَ أَنْ تَبْقَى.
كُلَّ لَيْلَةٍ أَطْلُبُ مِنْكَ بِقَلْبِي وَدُمُوعِي أَلَّا تَرْحَلَ،
وَأَسْمَعُكَ تَنْطِقُ بِالحُكْمِ،
بِصَوْتِ قَاضٍ ظَالِمٍ: أَنَّكَ رَاحِلٌ.
فَأَنْهَارُ وَأَبْكِي زِيَادَةً،
وَيَنْكَسِرُ قَلْبِي،
وَأَنَا — يَا صَدِيقِي — مَا عَادَ عِنْدِي قُدْرَةٌ عَلَى التَّمَاسُكِ،
فَتَنْكَسِرُ رُوحِي أَيْضًا.
كُلُّ التَّرْمِيمِ الَّذِي حَدَثَ فِي عَهْدِكَ
تَحَطَّمَ وَتَلَاشَى.
مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ بَلْسَمَ جُرُوحِي هُوَ أَيْضًا عَذَابٌ رُوحِيٌّ.





































