يا فَراشَتي الجَميلةُ .......... 

هيّا انهَضي وامسَحي دَمعَكِ،

أما آنَ الآوانَ أن تشُقّي شرنَقةَ الأسىٰ،

كُلُّ مَن خَذلوكِ، وتركوكِ؛

ارميهِم مع شَرنقتِكِ القديمةِ،

شُقّي شَرنقاتِ اليأسِ، والخوفِ مِن الوِحدةِ،

والقَسوةِ الّتي سُقيتِ، عوضًا عن الحنانِ،

اطرَحي عنكِ كُلَّ مَن تخلّىٰ،

كُلَّ غُصنٍ تعلّقتِ بِه، ومالَ،

كُلَّ وعدٍ فرِحتِ بِه، وزالَ، 

هالكَ لحنَ الحياةِ تُغني

اسمَعي للألحانِ، وارقُصي علىٰ الأنغامِ،

كمْ مرّةٍ قُلتِ أنسَحِب؟!! 

ولكنكِ يا فَراشَتي... 

خُلِقتِ من طينةٍ تأبىٰ الانسحابَ،

ومَن خذَلَكِ عادَ مُحمّلاً بالأعذارِ،

ولكِن يا فراشَتي لمّا رحَلتِ؛

أقسَمتِ ألا تلتفِتي لإعتذارٍ.

أيّتُها العَنيدَةُ القَويةُ؛

تذكّري؛

يومَ كَفّنوكِ فى الشَرانِقِ،

يومَ ترَكوكِ تواجِهينَ التَحدي؛

بينَ أكونُ، أو لا أكونُ،

أعودُ، أمْ أنتَهي معَ الحَشراتِ،

أصيرُ بهيةً حلوةَ المَنظرِ يتغَنّىٰ بي الربيعُ، 

أطيرُ، وأكمِلُ الطريقَ،

أو دودةً حقيرةً تدوسَها أي قدَمِ ويدٍ تريدُ،

أيتُها الخارِجةُ بعدَ التَحولِ؛

كوني نفسَكِ، حرّةً وقويةً،

كونى لِنفسِكِ، ولا تكوني لهُم،

فكُلُّ عينٍ اشتَهَت جَمالَكِ؛

لا تقَدِرُ كمْ قاسيتِ في التحولِ،

وكُلُّ مَن ظلَّ يحلَمُ بالفَراشاتِ؛

لمْ يمَسّها أبدًا،

كوني نفسَكِ، كوني قَويةً..