هَلا أَخْبَرْتُكَ بِآخِرِ نُكْتَةٍ؟
تَقَدَّمَ بِدَعْوَى إِلَى المَحْكَمَةِ قَابِيلُ،
رَاحَ يَشْتَكِي أَخًا قَتَلَهُ،
قَائِلًا: مَا ذَنْبِي إِنْ مَاتَ هَابِيلُ؟
طَعَنْتُهُ طَعْنَةً وَاحِدَةً فِي قَلْبِهِ،
فَمَا ذَنْبِي إِنْ صَارَ قَتِيلَ؟
أَنَا إِنْ طَعَنْتُ أَبْقَى شَامِخًا،
فَمَالِي إِنْ كَانَ قَلْبُهُ عَلِيلَ؟
تَلُومُنِي عَلَى شَرٍّ أَنْتَ صَانِعُهُ،
جَنَيْتَ وَقُلْتَ: لِنُعْدِمِ القَتِيلَ!
إِنْ تَكَلَّمْتُ فَفِي نَظَرِكَ مُخْطِئَةٌ،
فَرَّطْتُ فِي حُضْنٍ تَرَكْتَنِي لَأَمِيلَ.
لا حَقَّ لِي أَنْ تَسْمَعَ دِفَاعِي،
الحُكْمُ قَائِمٌ، فَلَيْسَ لِعَدْلِكَ مَثِيلُ.
يَا قَاتِلِي، أَمَا تَعَاهَدْنَا أَلَّا نَفْتَرِقَ؟
هَجَرْتَ أَوَّلًا وَتَرَكْتَنِي لِلَّيْلِ.
مَا رَقَّ قَلْبُكَ حِينَ عُدْتُ طَالِبَةً
رَحْمَةً وَعَوْنًا بِقَلْبٍ ذَلِيلِ،
وَهَانَ حُبِّي وَهَانَتْ دُمُوعِي،
وَقُلْتَ: مَا كَانَ لِحُبِّكِ دَلِيلُ.
أَعْدِمِ المَيِّتَ مَرَّةً ثَانِيَةً،
لَعَلَّ المَوْتَ لِلْحُزْنِ يُزِيلُ.
أَتَقْبَلُ يَا قَاسِي حُكْمَكَ؟
نَعَم، أَخْطَأَ هَابِيلُ...





































