يسيران سوياً على الممشى الجانبي للحديقة؛ لم تفارق الضحكة وجههما، رغم أنهما كانا محلاً للفت الأنظار... ولم يهتم أحدهما بنظرات الفضوليين ولا من يسترق السمع من المتلصصين.
تحمل بيدها حلوى غزل البنات، تأكلها بسعادة كطفلة لم تتجاوز العشر سنوات، جوارها حبيبها يمسك خيطاً يمتلئ آخره ببالونات الهيليوم المبهجة، تقبض عليها يده باحكام خوفاً من فرارها فتحلق فوق السُحب تحقق حلمهما بدلاً منهما، ومع كل خطوة يتذكران سنوات حبهما وكيف تحققت الأحلام.
أرهقهما السير فأخذا من أحد المقاعد الخشبية ذكرى جديدة لهما؛ فعمرهما الذي تجاوز الستين منذ سنوات لا يسمح بأكثر من ذلك.