(تأخرت)
تكذب عليك من ترفع شعار
"strong independent woman"
وبالتحديد لو كنت من هذه الطبقة التي تعتبر تكوين الأسرة هو الهدف الأساسي والأسمى في الحياة.
فعليك إكمال تعليمك، وأحيانا لا يهم هذا إذا كنت تحملين مؤهلات أخرى!
وتبدأ رحلة الشقاء بمجرد وصولك لهذه النقطة، ستدخلين السباق الذي لا نهاية له.
(تأخرت)
ستصبح الكلمة الأكثر ترديدا في حياتك كما كانت طوال عمرك
(تأخرت) حتى تحصلين على عمل، وكأن البطالة لا تختار الفتيات!
(تأخرت) للفوز بعريس مع ادعاءات بعمى الشباب،
وبعدها الزواج والذي بمجرد حدوثه سيحل مكانه السؤال بفضول عن الإنجاب.
وإن رزقك الله بالطفل سيصبح (تأخرت) عن إنجاب الآخر وكأن شراءه من محل لبيع مستلزمات الأطفال أمر سهل.
إياك أن تنجبي بنتا؛ فخيركم من بشر بالأنثى لا يفهمه الكثير، وسيبدأ الإلحاح في طلب الولد ممن يعرفكأو لا يعرفكوإذ بشرك الله بالأنثى أكثر من مرة فعليك العمل جاهدة من أجل الفوز بالذكر فلقد... حملت الهم للممات...
ولكن لو فزت به من البداية عليك تكرار الأمر ليس من أجل مؤاخاته فقط ولكن... (اللي مخلفش بنات مشبعش من الحنية ومدقش الحلويات).
وهنا عليك ألا تتأخري أيضا لأن العمر يجري والبنت هي من تحمل أهلها في الكبر؛ فلقد افترض الجميع أنك أنجبت ولدا عاقا!
وكأن لنا يدا في تقسيم الأرزاق!!
وعند هذه النقطة وبعد الانتهاء من صحتك وربما هذا في سن صغير ستكونين أيضا (تأخرت)
فأنت لم تحصلي على عمل مناسب، أين حياتك المهنية من وجهة نظر الآخرين؛ فتكوين أسرة وتربية أبناء تفعله كل يوم آلاف السيدات فأين أنت منهم الآن؟!
ولكن لو حالفك الحظ وكنت مرأة عاملة؛ فدائما ما تكونين قد (تأخرت)
عزيزتي العاملة بجد ونشاط (تأخرت)
عن إعداد الطعام، تنظيف المنزل، إنهاء واجبات الأطفال، وغالبا ما تعاقبك المعلمة بإرسال المزيد عبر هذا التطبيق الأخضر الذي يكتظ بصور الواجبات المدرسية وعليك إكماله بعيدا عن طفلك البريء؛ لكي تفرح المعلمة، ويسعد الموجه، ويرتاح الوزير.
(تأخرت) وأنت في المطبخ تعدين الشطائر الشهية والتي تدعين أنها من أجل أبنائك ولكن هيهات وهل طباخ السم لا يذوقه؟!
وهنا ستصبحين أيضا (تأخرت) على عمل الحمية المناسبة فقد أصبح وزنك محلا للشفقة.
حقا ربما لم تجدي من يسألك عن تأخرك في دخول دورة المياه سوى مثانتك المسكينة.
ولم يسألك أحدا عن تأخرك في النوم والذي تسبب به عقلك الذي يعد لطعام الغد بعد رفض الجميع إجابتك " هنالك إيه بكرة؟"
لم يسألك أحدا عن حلم جال بخاطرك يوما، فأنت من وجهة نظر البائسين من الجنسين حققت كل أحلامك وسيصبح طمع وبتر مجرد تفكيرك في حلم جديد وقد أعطاك الله ما يحسدونك عليه ويضعون عيونهم بداخله، وكأن أرزاقهم ذهبت إليك، وبالطبع لا ينظر أمثالهم لما ليس عندك أو لم يكن رزقك يوما.
عزيزتي
لكونك من بنات حواء يجب أن تظلي متأخرة
فتأخري
ولكن...
كوني كخيل السباق الذي يفوز في اللحظة المناسبة