رن جرس المنبه بهاتفي أخيرًا، يوم دراسي جديد وامتحان أخير أستعد له بكل حماس، جهزت ثيابي وحقيبتي ليلة أمس؛ فليس عندي وقت كافٍ في الصباح لكل ذلك، سريعًا إلى دورة المياه وبعدها التقاط شطيرة شهية لأتناولها في طريقي إلى المدرسة بنشاط.
لم أخبركم... أنا في الصف الثالث الثانوي، كلها أيام وأبدأ حياة جديدة بالجامعة وحينها سيتجرأ فارس الأحلام ويأخذ الخطوة التي أنتظرها منذ.... لا أتذكر منذ متى... ربما عامان على قصة حبنا، لا تسيئون الظن بي فقصة حبنا بريئة، فقط تبادل للنظرات والابتسامات؛ فهو ينتظر الوقت المناسب ليكون ارتباطنا رسمياً، يقف كل صباح في شرفة منزله المطلة على مدرستي ليراني، أشعر به يسير خلفي يوميًا في رحلة عودتي من المدرسة... يحرسني، أما أنا فلا ألتفت إليه أبدًا حتى يعلم أني لست من تلك الفتيات اللاتي يقبلن التحدث مع الأغراب.
اليوم آخر امتحاناتي المدرسية مؤكد يعلم ذلك وسيحاول الحديث معي، سأتأخر قليلًا عن زميلاتي لأعطيه فرصة التحدث معي؛ فلم يعد هناك داع للانتظار.
أقف الآن بجوار سور المدرسة أمام منزله، أتظاهر بالانشغال في البحث بالحقيبة عن أي شيء، ولكنه لم يتجرأ ليأتي ويحدثني، ألقيت نظرة خاطفة على شرفته لأجده مازال يقف مكانه، هل ستضيع الفرصة؟ ربما لأنه يعرف منزلي جيدًا فقد حاول السير ورائي كثيرًا!
سوف أَعبر الطريق وأقف أسفل العقار وكأني أشتري من البقالة أسفل منزله، الآن أنا أقترب، لن أعطي نفسي فرصة للندم.
ها أنا تحت شرفته، لحسن حظي أنه يسكن بالدور الأول، ماذا أفعل الآن؟
سوف أتظاهر بالشراء وأنتظر حتى يأتي، ولكني.... أخجل من لقائه! كيف سيكون الحديث بيننا؟ ماذا سأقول له؟ هل يعرف اسمي؟ ترى ما هو اسمه؟
مازال لم يتحرك! لماذا يعذب قلبي الذي أحبه؟! أكان يستمتع بتعلقي به؟
الآن سيأتي ويعتذر عن تأخره ويخبرني كم يحبني، سأنظر إليه بحقد وأخبره بانتهاء حبنا هنا وتحت منزله، وسأجعله يندم على ما فعله بي.
ما زال بالأعلى يستمتع بحيرتي!
سوف أبتعد بظهري خطوات لعله يخفي نفسه خلف الشرفة.
ما هذا؟!
مستحيل!
أين حبيبي الطويل ذو الجسد الرياضي مفتول الذراعين والشعر البني؟!
لا يوجد سوى رابطة ثوم معلقة يتدلى منها حزمة من البصل!