وأظل أسلك طريقى بين الدموع
يكاد الحزن يقتلنى فى هذه الربوع
تنساب الطعنات فى صدرى
فتنهار الضلوع
فقد يئست من صبرى
وسجدت فى خشوع
لله ربى ورب الكون والجموع
من أجل من!
صرنا حفاه
من أجل من !
أصبحنا عراه
من أجل من!
تحطم الكلام فوق الشفاه
من أجل من!
نغتال فى نبض الحياه
أبى ... إنى رأيت فى بلادى
أشباحا وعقارب والفئران
تدنو منى فلا أرى
غير شرود الدخان
يكاد يطفىء بصرى
يكاد يحطم الجدران
وطنى ممزق الأشلاء
وطنى حطمه الطغيان
ليس لى مأوى
ولا أعرف لى عنوان
قالوا العرب أوطانى
فأين هم الآن!
أبحث عن خيمة تأوينى
عن قطرة ماء تروينى
عن صدر أم حنون يحيينى
قد تاه بها المطاف هنا
وتركتنى ورحلت
فهل يا أماه تذكريني ؟
إنى ولدك الذى ضاع طفلاً
ورأى الذئاب تنهش فى الطرقات
يغتالون الزهور ...
يقتلون الموتى
يمثلون بأجسادهم فى الممرات
يدوسون عليهم ويرقصون
بدمائهم فى الحانات
قد شاهدت الجموع تموت حزنا
قبل أن يأتيها الممات
أدور أبحث عن وطن
مزقته يد الذئاب
لم يبق منه فى الأفق
غير أشلاء قباب
وفى الأرض وابل
من الكلاب
تنهش لحومنا
تجرجر فى الرقاب
لعنكم الله فى كل كتاب .