جاءني يوسف وأنا أكتبُ مقالًا، ولا أدري ما العَلاقة بينهُ وبينَ المَلَكَة؛ فكُلّما حَضَرَتْ المَلَكَة جاءني مُتذكّرًا ما كانَ ينساه!
أخذَ يُحدُّثني عن موضوعٍ بعَينهِ، وأنا أُتابعُ حديثهُ رغم شدّة تركيزي بخصوصِ مقالي، فإذ بهِ فجأةً توّقفَ عن الحديث، حتّى أنَّني تركتُ الكِتابة لأرى ما الذي جرى له؟
فرأيتهُ يرمقني بنظراتٍ لم أستطع ترجمتها لكنَّني فهمتها من إجابتهِ على سؤالي: يوسف ما بِكَ؟
لماذا توّقفتَ عن تشتيت ذهني وقطع حبل أفكاري.. معذرةً أقصد عن حديثك الهام للغاية؟
فزادتْ النظرات ذاتها، فنظرتُ لنفسي ولهُ، في اِشارةٍ منّي على عدم فَهمي لمقصده، حتّى أجابني بأنَّهُ رأني مُنشغلة جدًّا للحدِّ الذي جعلني لا أُركز على حديثه، لذا تركني لكِتابةِ مقالي، وعقّبَ: حينَ تتفرّغي أخبريني، رغم أنَّني أشك في ذلك، تظاهرتُ ببعضِ الجدّية طِبقًا للموقف ثُمَّ عُدتُ لأُكمِلَ مقالي قبلَ أنْ تتركني المَلَكَة هي الأُخرى.