آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مريم توركان
  5. يوميات مريومة - الحلقة الرابعة

دقائقَ معدوداتٍ وخرجتْ مريومة من غُرفتها بعد ما اِرتدتْ عباءتها الخاصّة بالخروج، ذات اللون الكُحلي، ووشاحها الأبيض، وبندانتها الحمراء. 

حَمَلَ عادل وميدو الوجبات، بينما مريومة فتحتْ لهما باب السيارة، ليضعا بها حِملهما. 

وبعدَ ربع ساعة وصلوا إلى المكان المُراد، أوقفَ عادل السيارة، وخرجوا ليُخرِجوا الوجبات من صندوقِ السيارة. 

قَسَّموا الوجبات على ثلاثتهم، أخذَ عادل يُعطي عُمّال النظافة ممّا أعطاهُ الكريم برفقٍ ولين، وبسمة صافية ونفسٍ راضية، وكذلكَ ميدو الذي يُقلّدهُ في حركاتهِ وسكناته، بينما مريومة واقفةٌ مكانها لم تُحرّك ساكنًا!

هَمَسَ لها أباها ألَّا تخجلي بُنيّتي، فأنتِ الآن في موضعٍ يُحِبُّهُ اللَّهُ ورسولهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، كما أنَّ هؤلاءِ العُمّال المعطائين قد يظنّونَ أنَّكِ تزدريهم فيحزنوا، أخذَ يُشّجعها حتّى أعطتهم الوجبات التي كانتْ معها. 

اِنتهوا من توزيعِ الوجبات، وقبلَ أنْ يقودَ عادل سيارتهُ أشارَ إليهِ شيخٌ كبير، أسرعَ إليهِ ليُعطيهِ كيسًا صغيرًا، أخذهُ عادل بأسريرٍ مُتهللة وكأنَّهُ حازَ مِفتاح كنز الكنوز. 

عادوا إلى البيتِ فرحينَ بما آتاهم اللَّهُ من فضله، وما خَصّهم بهِ من إيصالِ بعض رزقهِ لبعض عِباده. 

سألتْ مريم أباها عن الكيس الذي أخذهُ من الشيخ الكبير، أجابها بأنَّ هؤلاءِ النَّاس عزيزي النفس، لا يقبلونَ المهانةَ ولو كانتْ تلميحًا، يُعطونني بعضًا ممّا لديهم ويكأنَّنا نتبادل العطاء، فهذا الكيس الذي ترينهُ وترونهُ جميعًا، بهِ مسبحةٌ عتيقة أعطانيها الشيخ الكبير كَنوعٍ من التقدير، وهي عندي أثمنُ من كنوزِ الأرض؛ لأنَّها تُعَدّ إرثهُ التليد والذي لا يملك غيره، ورغم ذلكَ أعطانيها ببسمةٍ عذبة، ونفسٍ فَرِحَة. 

تبسمتْ مريومة لمقالةِ أبيها ثُمَّ اِستأذنتهُ في الإنصرافِ إلى غُرفتها. 

بدّلتْ ملابسها واِرتدتْ ثوبًا أنيقًا، ثُمَّ خرجتْ لتأخذَ من أُمّها صحن الكعك، وتذهبَ بهِ إلى جارتها العِمّة نجلاء وزوجها العمّ سعيد. 

طرقتْ الباب فإذ بنجلاء تفتح لها ويكأنَّها تنتظرها خلفه، ألقتْ عليها السلام، ردَّتْ عليها نجلاء، ثُمَّ قَبَّلتها واحتضنتها، ودلفا غُرفة الضيافة. 

أعطتها مريومة صحن الكعك مصحوبًا ببسمةٍ حانية، أخذتهُ نجلاء واِستأذنتها، لحظاتٍ وأتتْ بعصيرِ الكرز الطازج، ومعهُ بعض المُكسرات، بالإضافةِ لصحنِ الأرز باللبن المُحلَّى بقيء الزنابير.

تناولتْ مريومة ما أعدَّتهُ لها نجلاء بسرورٍ، وشكرتها على حُسنِ صنيعها، ثُمَّ سألتها: عمّة ألم تُنجبي من قبل؟ 

اِغرورقتْ عيناها بالدموعِ لكنَّها أخفتْ دمعها بمُقلتاها، وأجابتها: لم يُقدّرُ اللَّهُ لي أنْ أُنجِبَ ابنتي، لكنَّهُ قد رزقني الكثير من النِعَم، فإنْ كانَ قد حرمني الإنجاب، فقد عوّضني بحُبّكم لي مريومتي الجميلة أنتِ وميدو، ورحمة وفارس. 

اِقتربتْ منها مريومة، وربتتْ على كتفها بحنانٍ بالغٍ، ثُمَّ أضافتْ: نَحنُ نُحِبُّكِ عمّة نجلاء الحبيبة، ولا أُريدُكِ أنْ تحزني، لنَكُن نَحنُ أولادكِ الذينَ لم تُنجبيهم. 

تبسمتْ لها نجلاء بعد ما ذرفتْ عَبراتها: صحيحٌ أنَّني لم أحملكم ببطني، لكنَّني ويَعلمُ اللَّهُ قد حملتكم بقلبي ابنتي الحبيبة. 

عانقتها مريومة لبضع دقائق، ثُمَّ مسحتْ لها عَبراتها، وأخذتْ تسرد لها بعض النكات حتّى ضَحِكَتْ. 

أتعلمينَ عمّة نجلاء أنَّني أُحِبُّكِ كثيرًا، وأرجو من اللَّهِ أنْ أكونَ مِثلك، فحضرتكِ نجلاءٌ واحدة، فريدةٌ بكُلِّ ما خُلِقَتِ به، ومُميّزةٌ بما جُبِلَتِ عليه، حنونة، رقيقة، جميلة، نبيلة، كريمة، طيّبةُ القلب ومُرهفة الحسّ. 

نجلاء: قد أسالتِ عَبراتي ثانيةً مريومتي العزيزة، بل أنتِ المُميّزة والفريدة حبيبتي، سُبحانَ مَن زَرَعَ الحنانَ بقلبك! 

وتعانقتا ثانيةً قبلَ أنْ تعود مريومة إلى بيتها. 

صَلّتْ مريومة العِشاء بمِحرابِ الصلاة، ثُمَّ دلفتْ غُرفتها لتسطُر يومها في دفترٍ مُعنونٍ ب هكذا صنعتني الأيَّام. 

سردتْ يوم الجُمعة، ووصفتهُ بأنَّهُ أجملُ يومٍ مُذ خُلِقَتْ، ثُمَّ ذكرتْ زيارتها للعمّة نجلاء، وهُنا بدأت تتحدّث عنها كَشخصيةٍ مُعطاءة، تنفي مقولة "فاقد الشيء لا يُعطيه"، فها هي قد فقدتْ الإنجاب لكنَّها لم تفقد شعور الأُمومة؛ فداخلها فيضان حنان لا ينضب، تُعطي هذا، وتُهدي ذاك، وتتصدق، وتُعينُ ذا الحاجة هي وزوجها العمّ سعيد، الذي أحبَّها مُنذُ الصِغرِ وأحبَّته، ثُمَّ تزوجا بعد ما أنهيا تعليمهما الجامعي، مرّتْ الأيَّام وأثبتتْ الفُحوصاتِ الطبية أنَّهما لن يُنجبا، حَمِدا اللَّه ورَضِيا بما قدّر لهما. 

الغريب في الأمرِ أنَّ العمّ سعيد كانَ يبكي بحُرقة، فقد كانَ يتمنّى أنْ يكونَ هو الذي لا يُنجب وتظلّ نجلاء تُنجب، بينما هي أيضًا تبكي بذاتِ الحُرقة، وتمنّتْ لو أنَّها لا تُنجب ويظلّ بإمكانِ سعيد الإنجاب. 

عَلاقة العمّة نجلاء والعمّ سعيد مبنيةٌ على الحُبّ، ومُؤسسةٌ على المودّةِ والرحمة، والعطفِ واللطف، واللين والرأفة. 

عَلاقة العمّة نجلاء بالعمِّ سعيد، عَلاقةُ حُبٍّ لا تنتهي، وإنْ اِجتمعتْ كُلّ الأسباب لإنهائها. 

ثُمَّ طوتْ دفترها ونامتْ قريرة العَين. 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350545
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205162
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190266
4الكاتبمدونة زينب حمدي176684
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138491
6الكاتبمدونة مني امين118845
7الكاتبمدونة سمير حماد 112691
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103889
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101250
10الكاتبمدونة مني العقدة98583

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

757 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع