جميل جدًّا إحساس إن يكون مٰفيش حاجة فارقة لك خالص، والأجمل التصالُح مع الذات، بأيّ طريقة وكُلّ واحد عارف يصالح ذاته إزاي.
المُهم ، دي مُقدمة لموقف حصل لي، وكَالعادة يا سادة كما تعوّدتم مع فُكاهتي اِضحك وخُد عِبرة.
من شهرين تقريبًا أو يَزيد حاجة بسيطة، كُنت بظبط ملفات وورد والدُّنيا تمام، لاقيتني وبدون قصد علشان أوّفر مساحة لإن الميموري بقت زيرو مساحة تقريبًا، عملت إيه؟
حذفت كُلّ كُلّ كُلّ أيّ حاجة ع الموبايل حرفيًا، سواء ملفات وورد، جاليري، كُلّ حاجة اِتحذفت، وطبعًا وقتها كنت مش مستوعبة دا، رجعت أشوف ملفات وورد اللي كنت بظبطها مش لاقيتها لا هي ولا مجموعة الكُتب Pdf اللي كنت لسه مش خلصت قراءتها.
وبعد صعوبة بفضلِ رَبّي سُبحانهُ وتعالى عرفت أرّجع جزء من الملفات بس مش كُلّها، حمدت ربّنا، في نفس الوقت بقيت محتاجة حاجة مُهمة جدًّا من الجاليري اللي بقى فارغ؟!
الجاليري كان فيه صور ورق مهم بالنسبة لي، وطبعًا شهادات شرفية ماهولة.
كمان كان فيه صور لإخوتي ولبعض الأطعمة اللي عملتها في مُناسبات مُعيّنة، وصور أول لحظات في بيتنا الجديد، وطبعًا صور قبل فرش البيت وبعده.
وصور جدّي وجدّتي اللَّه يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته يا ربّ العالمين.
وصور لأخويا وهو بيعتمر لأوّل مرّة، وصور وهو بيحجّ لأوّل مرّة، وصور أوّل شغل ليه في مكان عمله الجديد.
الجاليري اِتحذف بكُلِّ ما يحمله من بعض عُمري على هيئةِ صور وذكريات موثّقة.
مش رضيت أزعل كتير، فكرت لاقيت إن الإنسان مش بيوثّق غير لحظات فرحه وسعادته، لإنه بيكون فيها مبسوط، وبيحتفظ بيها علشان كُلّ ما يفتكرها يحسّ إنه مبسوط ولو كان حبة صُغيرين.
عملت نفسي ولا فارق لي، بس بعدها سألت إخواتي عن صورهم وكانت المُفاجأة.. طلعت صورهم كُلّها كانت ع الجاليري عندي، لإني بحب أحتفظ بصورهم بينما هُم مش مُهتمين. 😃
المُهم، بقيت محتاجة ملفات كُتبي اللي اِتحذفت، محتاجاها ضروري جدًّا فعملت إيه؟
كلّمت بعض دور النشر الإلكتروني اللي بتعامل معاهم، وطلبت منهم اِجراء بعض التعديل في كتاب بعينه، فإذ بالمُفاجأة إنه ما ينفعش، ليه؟
علشان كتبي كانت تبع التنسيق القديم، ودلوقتي في فريق عمل جديد وتنسيق جديد.. إذًا الأمر مُستحيل.
دا بالنسبة لكُتبي، أمَّا بالنسبة لكُتب Pdf تواصلت مع صاحبتي وطلبت منها تعيد إرسال كتابها لي من تاني علشان اِتحذف مع ملفات وورد، وباقي الكُتب أعدت تحميلها من تاني.
طبعًا في كُلّ لحظة من المُعاناة دي اِستيعابي بيزيد بس هاعمل إيه يعني.. تصالحت مع نفسي بكلمة طيّبة وآيس كريم شيكولاته.
بينما نفسي تُسوّل لي: بسيطة يا مريم.. عيّدي كُلّ اللي اِتحذف من تاني!!!