مَرَّ الوقت وأُريقَ الدّم، فاضَ الدمع وكُلِمَ ما تَبّقى من النفس، أمَّا عن الرَّوحِ فهي من أمرِ رَبّي، إنْ شاءَ حَفِظَها وإنْ شاءَ قَبَضَها.
ساعاتٌ قلائل تفصلنا عن الإحتفال العالَمي بحقوق الإنسان، والسؤال الذي يطرح نفسهُ هُنا هو: عن أيّ إنسانٍ يتحدّثون؟
بل بماذا يحتفلون؟
هل بصمتهم على إغتيالِ الإنسانيةَ في غزّةَ؟
أم بمُشاركتهم خنازير الأرض في وأدِ الطفولةِ هُناك؟
أم بمُحاولة تدنيسهم للطهارة؟
أم بإغ..تصابهم البراءة؟
يبدو أنَّهم سيحتفلونَ بعُهرٍ عالَمي يَليقُ بإنجازاتهم الواهية!
حقوق الإنسان، تبًّا لهُ من مُصطلَحٍ فا.جر، لا يُسمن ولا يُغني من جوع، فقط ابتدعوهُ ليفعلوا تحت أستارهِ البرّاقة كُلّ خَبيث.
يحتفلونَ بق.تل الإنسانيةَ في غزّةَ مع سبقِ الإصرار والترصُد، بالإضافةِ لسلبِ حقوق الشُرفاء، ونهب خيرات الكُرماء، وسرقة بعض أرضهم وكذا أعمارهم.
حنانيكم أيا رجال العالَم بأطفال ونساء غزّة، قِفوا مع أنفسكم وقفةً تشهد لكم عند اللَّه، قاطعوا دعم ال.عُهّار خنازير الأرض، ارفضوا شراكة مبنيّة على دِماءِ الرُّضعِ والنساء وكذا العجائزَ والأطفال، حاربوهم بسلاحِ الإتحاد ففي الإتحاد قوّة، لا تُناصروهم، لا تدعموهم، كفاكم فُج.رًا.. كونوا أفضلَ مِن التي تأكل بِفَرجِها.
نساء غزّةَ يُعانينَ من خطرٍ اللَّهُ بهِ عليم؛ نتيجة نقص المُستلزمات الصّحية التي لا غِنى للفتياتِ والسيداتِ عنها، كالفوطِ النسائية الصّحية الخاصّة بفتراتِ الحيضِ والنِفاس، وحذاري أنْ يُقللَ أحد من أهميةِ هذهِ النقطة، فالبكتيريا والفيروسات وكذا إنتشار العدوى والأمراض، ناهيكَ عن الأوبئة التي خلّفها قصف خنازير الأرض على القطاع.
أينَ منظمة الصّحة العالمية من عجزِ توفير أدنى حقوقٍ صّحية للإنسان بشكلٍ عام والمرأة بشكلٍ خاصّ؟
فترات الحيض والنِفاس تمرّ على المرأةِ فتُحدِثَ ما تُحدِثهُ من تعبٍ جسدي ونفسي؛ لذا يلزمها رعاية خاصّة، وأهم هذهِ الرعاية وجود فوط نسائية صّحية لمنعِ الأمراض الناتجة عن وجودِ البكتيريا، كما يلزمها أشياء أُخرى كأدويةٍ ومُطّهراتٍ طبيّة، أظنُّ أنَّ هذهِ الحالة لا دخلَ لأحدٍ بها؛ فقد كتبها اللَّهُ على حوّاء وبناتها، وكُلكم أيا حُكّام العرب لديكم إناث وتعلمونَ ذلكَ جيّدًا.
لن أقولَ يا مسلمون ولن أقولَ يا عرب لكنَّني أقول يا رجال العالَم أنقذوا الإنسانية، صونوا حُرمة الدِماء، طبّبوا الأجساد التي أوهنها التعب، لا تكونوا أنتم وخنازير الأرض على العُزّل في غزّةَ.
يا رجال العالَم قد عجزتم عن إيصالِ الأدويةِ والأكفان، لذا سأطلب منكم ما هو أيسر.. فقط لا تعجزوا عن إرسال الفوط النسائية الصّحية لشقيقاتنا في غزّةَ أثابكم اللَّه، باللَّهِ عليكم لا تعجزوا فهُنَّ أخواتٌ لكم في الإنسانية.
أمَّا عن ولاةِ أمور العرب والمُسلمين فالموعد بينَ يدي رّبّ العالمين.
اللهمَّ غزّةَ وأهلها، اللهمَّ نصرًا مُبينًا، اللهمَّ جبرًا وفرجًا.. إنَّكَ على ما تشاءُ قدير وبالإجابةِ جدير وحسبُنا أنتَ يا رّبّنا ونِعمَ الوكيل.