أراكَ مهمومًا حدَّ الحُزن، ألهذهِ الدرجة فقدتَ أملك، أم أنَّهُ قد ضاعَ حلمك؟
إنْ كانتْ الأُولى فلتُسرع بشحنِ نفسكَ بالأمل، وإنْ كانتْ الثانية فلتزِد من جُرعةِ الإصرارِ لديك، فلا أملَ يعودُ لمُتكاسِل، ولا حلمَ يَبقى لمُتخاذل.
أتعلمُ يا رعاكَ اللَّه، أنَّ عُمركَ محدود، ورزقكَ معدود، واليومَ تحيا ولا تدري غدًا أكنتَ تحيا أم تموت!
ألم تفهم بعد، يا رعاكَ اللَّه كُن جَلدًا تَكُن مُرتاح البال، لا تُحمّل نفسكَ من الهمومِ ما لا طاقةَ لها به، إفعل المطلوب ولا تَكُن مغلوب.
أمَّا المطلوب فهو أنْ تسعى على قدرِ طاقتك، وأمَّا أنْ تكونَ مغلوبًا حينَ تترك نفسكَ لتحتلّها الهموم، فتضعف قوّتك وتقلّ تدريجيًّا طاقتك.
ما دُمتَ تفعلُ ما بوسعكَ دونَ تكاسُل، وتتوكّل على ربّكَ توكّلًا تامًّا فلن تعرف الهموم إليكَ طريقًا؛ لأنَّكَ تتمتّع بدرجةٍ عالية من الرضا النفسي، لكنْ رُّبما تأتيكَ الهموم عن طريقِ المُحيطينَ بكَ فأنصح إنْ طُلِبتْ النصيحة، وادعو بظهرِ غيبٍ لعلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بعدَ ذلكَ أمرًا.
لا تَنسَ أنَّكَ أدرى النَّاسِ بك، وأبصرُ على نفسكَ من غيرك.. تقبَّل الإيجابي من الكلام، وتجاهل السلبي وقائله.