أتيتُ بابكَ يا إلهي بعدما
زادَ حَملي لنفسي وكُلّما
كُثُرتْ خطاياي وجدتني
أتقرّبُ إليكَ يا مَن خلقتني
تضاعفتْ سيئاتي
قَلّتْ حسناتي
كيفَ سأُسافِرُ بغيرِ زادِ؟!
أخشى على نفسي من الاعتيادِ
فهي الآن في فُسحةٍ من أمرِها
قبلَ أنْ يأتي اليوم وينقضي أجلها
يا نفسُ إنَّ اللَّهَ قد كرّمَكِ
بالإنسانيةِ وبالإسلامِ أكرمكِ
فكوني لهُ مُطيعة
لا تخرُجي عن نَهجِ الشريعة
يا نفسُ أَمَا آنَ الآوان
أنْ تُرضي الرحمٰن
بالقولِ والفِعال
لتُقللي الأحمال
يومَ القيامةِ والأهوال
يا نفسُ لا تقطعي صِلتكِ باللَّه
فلأجلِ عِبادتهِ كانتْ الحياة
كوني ذكيّة ولمرضاتهِ مُبتغيّة
تعيشي عيشةً هَنيّة
أَمَا تُحِبّي أنْ تكوني راضية مَرضية؟
يا نفسُ لكِ اللَّهُ على الدوام
فلا تبتعدي فتضلّي وتتعثر بكِ الأيَّام
يا نفسُ قبلَ أنْ تعصي الحنّان
تذكّري أينَ كُنتِ في سالفِ الزمان؟
لم تكوني موجودة لكنْ بَفضلهِ كان
يا نفسُ قبلَ أنْ تأخذكِ الدُنيا بعيدًا
تذّكّري هل يعيش العبد بدون رّبّهِ سعيدًا؟!
يا نفسُ قبلَ أنْ تتذمّري
أدّي الأماناتِ واعملي
لا تظلمي ولا تُبغضي
ولأجلِ رّبّكِ اِغضبي
فلا تعتادي عدم إنكار ما لا يُرضيهِ لا تعتادي
أنكري ولو بقلبكِ وعليكِ بالابتعادِ
يا نفسُ اتقي اللَّه
تُرضيكِ الحياة
فتقوى اللَّهِ هي النجاة
فاللهمَّ وفقنا لكُلِّ ما ترضاه.