لا تحزن يا ابنَ قلبي، فحُزنكَ يكسرُ خاطري، ويُشعِلُ لهيبَ الغضبَ بنفسي، ويطعنُ نياطي كَخنجرٍ مسموم.
يا ابنَ قلبي كُن بخيرٍ لأجلكَ فأنتَ أمانتي فيكَ، فإيَّاكَ إِيَّاكَ أنْ تُؤذيني فيك، حافِظ عليكَ لأجلي، ولتعلم بأنَّكَ رَّوحي بجسدٍ ثاني.
يا ابنَ قلبي إنَّ النساءَ قد حَمَلنَّ أجنّتهُنَّ بأرحٰمهنَّ.. لكنَّني حملتُكَ بقلبي، وغذّيتُكَ بروحي عبرَ نياطي.
يا ابنَ قلبي قد قِيلَ في السابقِ أنَّ المُحِبَّ لمَن يُحِبُّ مُطيع، لكنَّ الحقيقةَ أنَّ المُحِبَّ لمَن أحبَّ أمين، فالطاعة أمرٌ مفروغ منه، أمَّا الأمانةَ فهي الفيصل بينَ الحُبّ وما كانَ دونَ ذلك؛ فالمُحِبّ إنْ خلا من الأمانةِ خلا من الأمانِ الذي هو أساس الحُبّ.
يا ابنَ قلبي باللَّهِ عليكَ لا تندم على ما فات، فلو كانَ خيرًا ما أضحى من الذكريات، ولا تَغتَم فراحة بالك هي الأهمّ.
يا ابنَ قلبي حنانيكَ بقلبي فما يضرّك يضرّني، فهوّنها عليكَ تهون، وأعلم أنَّكَ على قلبي لا تهون، يا جوهري المكنون.
يا ابنَ قلبي إنَّما أنتَ أنا وأنا أنتَ، ويكأنَّ رَّوحي قد اِنشطرتْ من روحكَ وصارتْ بجسدي.
يا ابنَ قلبي أحِنُّ إليكَ حنانَ الفرع لأصله، أشتاقُ إليكَ شوق الشَّمسِ للصباح، أفتقدُكَ اِفتقادك الزُّغْلُول لأُمّه.
يا ابنَ قلبي خُذ عهدًا على نفسكَ ألَّا تحزنَ بعدَ اليوم، وفوّض أموركَ للرحمٰن، وتفاءل خيرًا دومًا، ولا تنسَ ذكر اللَّهِ يومًا.. واحفظني بقلبكَ فإنَّهُ سَكني ومَسكني.