لا تكترث لمَن يُثبّط من هِمّتك، ولا تعبأ بما يُحبِطُكَ من الأقوال، وإنْ ضُيّقَ عليكَ مُحيطُكَ فاجعل لنفسكَ مُتسعًا من الخيال، الأمر بسيط للغاية؛ أمسِك قلمك وأحضِر ورقك، ثُمَّ خُذ نفسًا عميقًا وقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ وأبدأ بعدها.
لا يَهُم أنْ تُرتِبَ أفكارك، اِنقلها إلى الورقِ كما هي ببعثرتها، أخرِج ما بداخلكَ ليهدأ داخلك، لا تدع مكانًا فارغًا بالورقِ إلَّا وملأتهُ ببناتِ أفكارك، ثُمَّ اترُك ورقك وانتقل إلى لوحتك المُهمَلة مُنذُ أيَّام، ارسم شَّمسًا، ارسم قمرًا، ارسم وردًا، ارسم شجرًا، ارسم جوًّا، ارسم بحرًا، ارسم دفئًا، ارسم قلبًا، ارسم قلمًا، ارسم حُبًّا.. لا تدع جمال داخلك يُضيّعهُ هَمّكَ وما أهمّك.
أتعلمُ أنَّكَ جميلًا كَزُرقةِ السماءِ الصافية، رحبًا كَرحابةِ الأرضِ الخضراء، حَنونًا كَأشّعةِ الشَّمسِ الدافئة في فصلِ الشتاء، كريمًا كَطرحِ الأرضِ في مَوسِمِ الحصاد، مُميّزًا كَالكناري، فريدًا كَالخيلِ العربي الأصيل.
أتعلمُ أنَّكَ مهما حدثَ لكَ ستظلّ أنتَ كما أنتَ؛ طاهرًا، نقيًّا، عفيفًا، شريفًا، خَلوقًا، عالٍ عن فِعلِ الصغائر، مُتواضعًا للَّهِ ربّ العالمين.
حتّى وإنْ حاولوا هدمكَ فلن يُفلِحوا؛ لأنَّ اللَّهَ معكَ يحفظكَ ويحميكَ، ومهما فعلوا سَيُنّجيكَ، لبئسَ الأُناس هُم، ولنِعمَ الرَجُلُ أنتَ.
أنتَ يا عزيز القلب، يا طاهر الرَّوح، يا صَفيّ النيّة، دُمتَ شيئًا جميلًا مُعينًا على التفاؤلِ والتبسُمِ رُغم ما يُحزنك، دُمتَ هادئًا رُغم ما يُحيطُ بكَ من عواصفٍ كفيلة بأنْ تقتلعَ النخيل.. لكنَّكَ أنتَ معكَ رَبّي يحميكَ ويُواسيكَ ويُثبّتكَ فلا تحزن.