قرأتُ عن فوائدِ العرقسوس فحدّثني عقلي أنْ أتذوقهُ، خاصّةً بعدما رأيتُ خالي يتناولهُ يوميًّا لفترةٍ بعينها.
لم أَكُن قد تناولتُ مشروب العرقسوس مُذ خُلِقت، أخبرتُ أُخي أنَّني أُريدُ تناول العرقسوس، وما أنْ سمعني حتّى خرجَ من البيت ليعودَ بعدَ دقائق ومعهُ مَطلبي.
شكرتهُ كثيرًا وفرحتُ أكثر، ثُمَّ بسملتُ وما أنْ تذّوقتُ حسوةً منهُ حتّى أصابني الشعور بالغثيان، فوضعتهُ جانبًا ودلفتُ دورة المياه لأُفرِغَ جوفي من هذا المشروب، الذي لم أَكُن أتخيّل طعمهُ الغريب بالنسبةِ لي.
ظللتُ أُمضمِضُ فمي كثيرًا جدًّا كي أُزيلَ مذاقهُ العالِقُ بحلقي، ثُمَّ أخبرتُ أُخي أنَّ العرقسوس ذو مذاقٍ فظيعٍ لا قوّةَ لي بتحمُّلهِ.
ربتَ أخي على كتفي بحنانٍ وأردف: لا عليكِ ملكة، لا تتناوليهِ ما دُمتِ لا تستسيغينَ مذاقهُ، ثُمَّ ذهبَ وأتى لي بمشروبِ التمر هندي المُثلّج الذي أُحِبُّه، ومعهُ بعض المعمول بالعجوة والسمنة البلدي، ليُذهبَ عنّي ما سبَّبهُ لي مشروب العرقسوس.
كانتْ مُحاولة منّي في تذّوق مشروب لم أَكُن قد تذّوقتهُ قط، ولم ولن تتكرر ثانيةً بإذن اللَّه تعالى.