رأتها الشَّمس تبكي، حَزِنَتْ لدمعها المُتساقط، تمنّتْ لو احتضنتها، لكنَّها لم تفعل؛ إذ خَشيتْ لو فعلتْ لأذابتها من شِدّةِ الحرارة!
فكّرتْ كيفَ تُدخل السرور على قلبها، وقد كان.. في إحدى البكور غَزَلتْ لها من أشَّعتها الصباحيّة الدافئة، ثوبًا أنيقًا بلونِ قلبها الأبيض، مُطعّمًا بخيوطٍ من نورٍ كَنورِ وجهها الضيّاء، ثُمَّ وضعتهُ بالقُربِ من سريرها.
استيقظتْ فرأتهُ يتلألأُ أمامها، لم تُصدّق نفسها، لمستهُ فوجدتهُ حقيقيًّا، سَعدتْ بهِ كثيرًا جدًّا، توضأتْ ثُمَّ ارتدته.
كَعروسٍ غيداءٍ كانتْ هي، غيرَ أنَّها بلا عريس!
سمعتْ همسًا لكنَّها لم تُجب، حتّى نَطقَ لها الثوب بلسانِ البشر وأخبرها ما فعلتهُ الشَّمس لأجلها، فقط لأنَّها تُحِبُّها.
فما كانَ منها إلَّا أنْ أسرعتْ إلى الشرفة التي تدخل منها الشَّمس، وقفتْ تنظر إلى أشَّعتها بإمتنانٍ بالغ، ثُمَّ اقتربتْ منها ومدّتْ إليها يداها، وأخذتْ تحكي لها عن سعادتها وتضحك!
إذا كانتْ الرجولة مواقف.. فالحُبّ أفعال.