حبيسُ الصمتِ والجُدارن
لا يشعر بمرورِ زمان
لا يَرى أو يراهُ إنسان
حبيسُ الوحِدةِ يا هذا
أراكَ حزينًا فلماذا
تترك نفسكَ لهواها
الروحُ تميلُ لمَن يُشعِرُها
بأمانٍ لا مَن يهواها
بحميدِ لسانهِ يُجمّلُها
وبحنانٍ فيّاضٍ يغشها
حبيسٌ يكتمُ ألمهُ
كَطيرٍ قُصَّ جناحهُ
مَن وثقَ بهِ فخانهُ
مَن إطمأنَ لهُ فخذلهُ
ثلاثُ حماماتٍ بيضاء
حبيساتُ غُرفةٍ سوادء
لا ضوءَ فيها ولا هواء
غير الذي يتنّفسنهُ
بُعيض هواءٍ لا غيرهُ
صبرتْ الحمامات
على ما فات
من الأزمات
وعزمنَ على المُحاولة
حتّى وإنْ كانتْ فاشلة
حتمًا سيأتي اليوم
الذي لن يستطعنَ فيهِ النوم
من الهنا والسعادة
والفرح وزيادة
ظللنَ يُحاولنَ مرّاتَ ومرّات
ليَكُنَّ لا كَغيرهنَّ من الحمامات
فهُنَّ هُنَّ الطامحات
الصابراتِ المُجتهدات
العزيزاتِ الكريمات
ظللنَ هكذا حتّى إذا
ما جنَّ ليل الخريف
وشعرنَ بطقسهِ اللطيف
جاءهُنَّ الفرج فكُسِرَ الدَرَج
وكذا النافذة فسهامُ اللَّهِ نافذة
خرجنَ للهواء تحتَ ظِلّ السماء
وأخذنَ في التحليق بروحِ حُرٍّ طليق
تقدّمتهُنَّ الصادقة وبعدها المُميّزة
ثُمَّ الأصيلة المُعزّزة
لم يُصدَّقنَ ما جَرى من فرجٍ وتيسير
كُنَّ يطمحنَ لرؤيةِ السماء ويرونهُ تبذير
والآن أصبحنَ بحُرّيتهنَّ
يُحلقنَّ قدر ما ترى أعينهنَّ.