خَلَقَ اللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أبينا آدامَ من تُرابٍ، ثُمَّ خَلَقَ لهُ حوّاء من ضِلعهِ ليتناسلا فيما بعد؛ ليَحدُث المُراد من هبوطهما الأرض وهو التعميرِ، فالإنسان خليفةُ الرحمٰن في هذهِ الأرض.
يَحدُثُ التناسُلُ بينَ زوجينٍ جمعهُما عقد زواجٍ شرعي طِبقًا لِما أنزلَ اللَّهُ وبلّغَ رسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، حينها يُخرِجُ الزوج نطفتهُ لتستقرّ في قرارٍ مَكينٍ ألا وهو رَحِمُ زوجهِ، تظلّ مُستقرّة بإذن المولى عزَّ وجلّ حتّى يأذنَ لها بالحياةِ فتضعُ المرأةَ حملها.. هكذا يتكاثر البشر.
لكنْ ما يُسمَّى بتأجيرِ الأرحامِ ما هو إلَّا زنًا صريح _أعاذنا اللَّهُ وإيَّاكم_ ألبسوهُ لباس العاطفة؛ فهذا يَهيمُ حُبًّا بزوجهِ لكنَّها عاقر، وهو رَجُلٌ ولا يُحِبُّ أنْ يكونَ أبترًا، كما أنَّهُ لا يستطيع أنْ يُنجِبَ امرأةً أُخرى غيرها، إذًا ما العمل؟
الحلُّ يَكمُنُ في تأجيرِ رَحِمٍ من الأرحامِ مُدّة تسعةَ أشهُر، ليكونَ وعاءً حافظًا لنُطفةِ الرَجُل، الذي تركَ سُبل الإنجابِ بالحلالِ، خوفًا على مشاعرِ العاقر التي تحتهُ، لكنَّهُ رَضيَ بالزنا ما دامَ بعيدًا عن الزواج، فالزواج سيجرح مشاعر زوجهِ، لكنَّ الزنا سيُسعدها؛ فبعدَ أنْ تضعَ ذات الرَحِمِ المُستأجر نُطفتهُ سينسِبُ الابنَ إليها هي ليمحو صفة العاقر من ذاكرتها، ويُرضي غريزة الأبوّةِ لديه!
أيُّ عتهٍ هذا الذي يُفكّر فيهِ البعض؟
أيظنّ أنَّهُ ما دامَ لم يلمس ذات الرَحِم المُستأجر بطريقةٍ مُباشرة يكون قد فعلَ حلالًا، رغم أنَّ نُطفتهُ زُرعَتْ برحمها، وتتغذّى من دمها وعظمها، ويكمُل تكوينها من جيناتِ الأُمّ الحاملة لتلكَ النُطفة.
وما الفرقُ بينَ الزنا وتأجير الأرحام، وكلاهُما مُخالِفٌ لشرعِ اللَّهِ سُبحانَهُ وتعالى، كما أنَّ نتائجهُما واحدة وهي اِختلاط الأنساب.
أتعجبُ كثيرًا من الذينَ يُشيدونَ بتمديُنِ الغرب، وينبهرونَ بتقدُّمهم اللامعهود، بل وينقلونَ أفكارهم المسمومة داخل مُجتمعاتنا العربية والإسلامية، والتي تُخالِفُ دّين وعُرف العرب بكُلِّ تأكيد، ولا أدري أهو سفهٌ أم أنَّهُ مُخططٌ مدروسٌ بدّقةٍ عالية لتدميرِ العرب بقتلِ الرجولةَ بِهم، وقتل العِفّة في نسائهم؟؟؟