قصيدة
حمدتُ رَبّي صّبرًا على البلاء
فإنْ ضاقتْ بيَ الدُّنيا فما أوسعَ السماء
ظُلِمتُ والظلمُ يُرفعُ بالدُعاء
بَكيتُ وما أهنأ البُكاء
حباني رَبّي بصفاتٍ من العُلماء
فالحبُّ في اللَّهِ والصّبر والرضا بالقضاء
وحُسنُ الخُلقِ والمرح والبَسمةُ البيضاء
وطِيبُ القلبِ ومَحبّة العُلماء
أوهبني اللَّهُ الشِعر والكِتابة وحُسنُ الإلقاء
ومَحبّةُ الخَلقِ تبدأُ من السماء
لّقبوني بكثيرٍ فالملكة والجوهرة وسُلطانة العُلماء
حمدتُ رَبّي صّبرًا على البلاء
قالوا: فَنِيَتْ الملكة والدُّنيا دارُ فناء
فلا عِلمٌ ولا خبرٌ عن سُلطانةِ العُلماء
فأجبتُهم بنقلِ ما في قلبي كَسائرِ الشُعراء:
أحبّتي قد شَرُفتُ بالبلاء
فزاد الهَم وكَثُرَ نَصَب سُلطانة العُلماء
فأحبَّتْ الملكة أنْ يكونَ البُعدُ هو الدواء
إذ الهَمُّ يُحزنُ الأحبّاء
فلا بَوحٌ ولا خبرٌ في حضرةِ البلاء
وإنَّما الكتمُ والصّبرُ والدُعاء
والعذرُ للأنفسِ الغضباء
فحبّي لكم أصلبُ من الشحناء
فأفرغتُ جُهدي لضيافة البلاء
فضيافته حقٌّ عليَّ حتّى وإنْ كانَ البلاء
فإمَّا بصّبرٍ تُحسِنهُ وإمَّا بذكرٍ تُفرحهُ وإيَّاكَ وعدم الرضا بالبلاء
فإنْ لم ترضى ضيافتهُ أقامَ عندكَ فعليكَ بالدُعاء
وإنْ رضيتَ بهِ سَلَّمَ عليكَ مودّعًا ها قد ذهبَ البلاء
يا مَن تُحبّونها قلبًا وفعلًا يا أحبّاء
لا تقلقوا فقد قطنتم قلبُ مريم سُلطانة العُلماء.