سُبحانَ مَن أعزّنا بالإسلامِ وقوّانا بالإيمانِ وميّزنا بالقرآن!
ما يحدُثُ الآن لأشقائنا في قطاعِ غزّةَ من قصفٍ وقتلٍ وهدمٍ وخرابٍ للبنيةِ التحتية، ومُحاولاتِ التهجير القسري ما هو إلَّا تجرٌأ على ربّ العِزّةِ والجبروت؛ لأنَّ خنازير الأرض يعلمونَ جيّدًا أنَّ أهل غزّة بل وسائر فلسطين عُزَّل، خالينَ من السلاحِ والعتاد، كما يعلمونَ عِلمَ اليقينِ أنَّ العربَ لن يُسارعوا لنجدتهم أو قُلْ لن يُحرّكوا ساكنًا ما داموا آمنينَ في أوطانهم.
إنَّها العروبةُ يا سادة عروبة آخر الزمان، وهي أنْ تترُكَ أخاكَ تأكلهُ الذئاب ظنًّا منكَ أنَّهم سيتركوكَ تحيا بعد أكلهِ، ولكنَّ ظنّكَ خاطيء يا مِسكين؛ فعادة خنازير الأرض أنَّهم يأكلونَ أخاكَ بعد أنْ تأذنَ لهم أنتَ عن طريقِ إبرامِ مُعاهداتٍ، ثُمَّ يتحوّلونَ عليكَ لينفردوا بكَ وأنتَ يا قليل الحيلة قد خذلتَ أخاكَ فمَن ينجدك!
أويصّحُ عقلًا أنْ تُساومَ على دَمِ أخيكَ؟
إذًا كيفَ يكونُ السلام مع اللئام؟
أشقائنا في غزةَ العِزّة ليسوا جِهةِ صدقة كي يُسمّى أدنى واجباتنا نحوهم بمعوناتٍ.
لنضعَ العاطفةَ جانبًا ونُعمِلَ العقلَ قليلًا.. نُحنُ عجزنا أنْ نردع خنازير الأرض إلى الآن، لكنَّنا لسنا ضُعفاء فمَن يملك جيشًا كجيشنا ليسَ بضعيفٍ أبدًا، نَحنُ مَن جاهدنا في سبيلِ اللَّهِ للدفاعِ عن الأرضِ والعِرضِ، نَحنُ مَن تقوّينا بسلاحِ الإيمانِ وما أبسلهُ من سلاح!
ذاكَ السلاح الفتّاك الذي يخشاهُ خنازير الأرض ومَن على شاكلتهم.
نَحنُ والفضلُ والعِزّةُ للَّهِ نملكُ جيشًا يخشاهُ الصهاينة لأنَّهم أدرى بهِ من غيرهم وحرب السادس من أكتوبر شاهدة على ذلك.
فماذا يفعلونَ كي ينتصرونَ على عُقدهم النفسية التي خلّفها لهم جيشنا الباسل؟
بالطبعِ يُفتعلونَ الأكاذيبِ كعادتهم ويتقولونَ بما ليسَ بحقٍّ، لكنَّهم على يقينٍ بأنَّ الحربَ بيننا وبينهم لم ولن تنتهي بعد، فصبًرا إلى أنْ يقضيَ اللَّهُ أمرًا كانَ مفعولًا.. ودوامُ الحالِ مُحال.
سُبحانَ مَن وضعَ الرحمةَ في قلوبِ البعضِ ونزعها من آخرين!
ما حَدَثَ لغزّةَ فضحَ الكثير من الأمور وكشف سِتر الكثيرين؛ ظنًّا منهم أنَّ الأمرَ انتهى، وما ظنّهم ذلكَ إلَّا جهالة بوعد اللَّهِ وضعفٌ لليقينِ بهِ سبحانهُ وتعالى، فتراهم يتراقصونَ، يُفاخرونَ بالعُرّيِ ويُجاهرونَ بالمعصية، تُرى لماذا يتجرأونَ على اللَّهِ رُغم أنَّهُ سُبحانهُ قد أعزّهم بالإسلامِ ولا عِزّةَ لهم في غيرهِ حتّى وإنْ حاولوا تغييرِ جِلدتهم؟!
نَحنُ مؤمنونَ بقضاءِ اللَّهِ وقدرهِ حُلوهِ ومُرّهِ، ولسنا كبني إسرائيل حينَ نزلت التوراةُ على سيدنا موسى _عليهِ الصلاةُ والسلام_ فأخذوا منها ما يرتضونَ وما دونَ ذلكَ تركوهُ، فنتقَ اللَّهُ الجبلَ فوقهم كأنَّهُ ظُلّةٌ وظنّوا أنَّهُ واقعٌ بِهم فامنوا بالتوراةِ كُلّها.
خدعوكَ فقالوا أنَّ مَن يَملِكُ الدُعاء كالعاجزِ الذي لا يَملِكُ شيئًا؛ كيفَ وإنَّ الدُعاء سلاحُ المنتصرين وعهدُ المؤمنين وصِلةٌ قوّيةٌ بربّ العالمين.
يا مَن أنعمَ اللَّهُ عليكَ بالموهبةِ لا تترك قلمكَ فالآنَ وقتُه، أخرج ما يُحزنكَ من أمرِ أشقائنا بألوانكَ الأدبية المُتمكنُ فيها، لا تدعهُ يجفّ فبجانبِ الدُعاء دع قلمكَ يؤدي رسالتهُ.. فإنْ تركتهُ الآنَ فمتى ستستخدمه؟
ضع نصب عينيكَ.. إنَّي أُقاتِلُ بالدُعاءِ وإنَّي بعَونِ اللَّهِ مُنتصرًا.