آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ الكرسي المقابل
  • ق.ق.ج/ سلالة الغبار
  • الرفض الجدي..
  • قائمة الأسماء..
  • حرة أنا …
  • أرواح شاهدة
  • احلام بلا اجنحة
  • على بركان
  • تزهر قلوبنا
  • فقدان الإحساس مرعب
  • ويبقى الحُبُّ ما بَقي العِتاب
  • ق.ق.ج/ الكوب الفارغ
  • ق.ق.ج / ريش متناثر
  • فنون البعاد
  • غربة والتماس
  • القلب ميت
  • رسالة لم تصل إليك
  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مريم توركان
  5. شيءٌ ما كُسِرَ بداخلي

لملمتْ أوراقها المحبوراتِ بحبرِها السرّي بعدما أخرجت بعض ما يُؤرق ليلها، ثُمَّ وضعتهنَّ بصندوقِ أوجاعها؛ ذاكَ الصندوق الذي يحوي أوجاعها دونَ شِكاية، جاءتها الفكرة حينَ ظلمها أباها ولم تجد مَن يُنصفها، بحثتْ في خِزانةِ أشياءها القديمة فوجدتْ لوحًا خشبيًا، قطّعتهُ وصمّمتْ منهُ صندوقًا ليكونَ لها بمثابةِ رَفيقٍ لا يتركها حتّى تستغني هي عنهُ فتُعيدهُ لوحًا خشبيًا كما كان.

أغلقتْ صندوقها وحَفِظتهُ بخِزانةِ ملابسها، اقتربتْ من النافذة المُغلقة، فتحتها لتعلَم أنَّ الليلَ قد أتى بسدولهِ، فقد غَطى ظلامهُ فِناء الدار، أعادتها مُغلقة كما كانتْ وراحتْ لتتوّسد.

وضعتْ رأسها على وسادتها المُبتلّة بِدَمعِها، ثُمَّ لامستْ قفصها الصدري ويكأنَّها تتحسّس قلبها، سُرعان ما رفعتْ يدها عن مَوضعِ نبضها، وقامتْ لتبكي وجعًا ألّمَ بنياطها.

أثناء ذلكَ سَمِعَتْ صوتَ الكروان يأتيها من بعيد، كفكفتْ دَمعَها وأسرعتْ إلى النافذة، فتحتها ليقتربَ صوت الكروان منها، أخذتْ نفسًا عميقًا ثُمَّ تأملتْ ذاكَ الصوت الجميل الذي يَشُّق سكون الليل.

لحظاتٍ وغادرَ الصوت لتعودَ هي لسريرها، نظرتْ ليدها اليُسرى بعدما تحسّستْ عِرقها الموصول بقلبها، وهُنا ذرفتْ عيناها، فأضافتْ: ما هي فائدتُكَ بعدما ماتَ بعض قلبي؟ 

قُلْ لي؟ 

بل ما فائدة الجسد حينَ يُقضَى على القلب؟ 

القلب، تلكَ المُضغة التي لا يَعلمُ أسرارها إلَّا مَن فَطرها. 

وهُنا تذكّرتْ قولَ اللَّهِ سُبحانَهُ وتعالى: "ألا بذِكرِ اللَّهِ تطمئنُّ القلوب"، دلفتْ دورة المياه، توضأتْ ثُمَّ صَلّتْ ركعتا قضاء الحاجة، وأخذتْ تلهج بالدُعاء، لعلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بعدَ ذلكَ أمرًا. 

اِنتهتْ من صّلاتها وقد هدأتْ بعض الشيء، أخرجتْ بعض أوراقها من حقيبتها الصغيرة، وأخذتْ تسطُر بحبرِها السرّي ما يُؤلم قلبها: عجيبٌ أمرَ هذهِ المُضغة! 

فقد تكونُ سببًا لسعادةٍ لا يُضاهيها سعادة، وقد تكونُ سببًا في الشقاءِ والتعاسة، وكلاهما موقوفٌ على قضاءِ اللَّهِ وقدره. 

حينَ أتأملُ القلبَ أجدْهُ كَالرضيعِ الذي هو بحاجةٍ إلى مَن يعتني به، كذلكَ هو بحاجةٍ إلى مَن يحميهِ ويحفظهُ بل ويُدافع عنه؛ فهو لا حولَ لهُ ولا قوّة لهُ اللهمَّ إلَّا ضَّخ الدّم في العروق. 

القلب هو تلكَ الوديعة بينَ أُصبُعِ الرحمٰن، يُقلّبها كيفما شاء، ولأنَّهُ سُبحانَهُ هو فاطِرُ تلكَ المُضغة فلا يُحزنها أبدًا، حتّى وإنْ قدّرَ على صاحِبها البلاء فتراهُ رحيمًا بهِ، مُترأفًا بحاله، يَعزّ عليهِ سبحانهُ أنْ يتركهُ لنفسه، كيفَ لا وهو الذي خلقهُ من الطّينِ ونفخَ فيهِ من رَّوحهِ فجعلهُ بَشرًا. 

وضعتْ ورقتها بصندوقِ أوجاعها بعدما اِنتهتْ من كتابتِها، ثُمَّ قامتْ لخِزانةِ ملابسها فارتدتْ زيّها الذي تُحِبّ، ووقفتْ أمامَ المرآةِ تتفقد ملامحها، في تلكَ الأثناء لمحتْ صورة والدها الساقطة بجوارِ المرآة، اِلتقطتها وتعمّقتْ بها حتّى سَالَ دَمعها، وأخذتْ تُحَدّثها: لماذا يا أبي؟ 

أليسَ من الفِطرةِ أنْ تكونَ سَندي والأمان في هذهِ الحياة؟! 

لماذا يا أبي؟ 

ألم يُفتَرض بكَ أنْ تكونَ قوّتي وحِمايتي؟ 

لماذا يا أبي؟ 

قد أحببتُكَ حُبًّا لم ولن يُحبُّكهُ أحدٌ غيري.. أنا بضعتك. 

شيءٌ ما كُسِرَ بداخلي حينَ ظلمتني أيا أبتي، ليسَ هذا فحسب، بل وسلبتني أماني فلم أَعُد في مأمنٍ إلَّا من اللَّه. 

زحزحتْ طُمأنينة قلبي أبتي فلم أعُد أطمئنّ إلَّا بذِكرِ رَبّي. 

حتّى حركتي شُلّتْ حينَ أردتَ أنتَ ذلك. 

أينَ أنتَ من الأبوّةِ أبتي وأينَ الأبوّة منك؟! 

أمَّا قَبلُ فكنتُ أحزنُ حينَ أُظلَم منكَ أبي، وما ذاكَ إلَّا لوجودكَ بقلبي، أمَّا بَعدُ فقد خرجتَ من قلبي أبي ولن تعودَ إليهِ ثانيةً حتّى ألقى اللَّهَ جلَّ وعَلا، وما كانَ لي عليكَ من حقٍّ فعندَ اللَّهِ المُلتقى. 

كفكفتْ دَمعَها المُنهمر وتوّسدتْ بعدما تَلتْ بعض آي الذِكر الحكيم. 

وفي صبيحةِ اليوم التالي نهضتْ مُسرعةً لتَنعَم بأشّعةِ الشَّمس الصباحية، ثُمَّ وقفتْ أمامَ المرآةِ لتُحدّثَ نفسها: حتّى وإنْ شَعرتُ بأنَّ شيئًا ما كُسِرَ بداخلي سأُقاوم، وسأُطبِقُ قفصي الصدري على قلبي كي لا يُسمَع لوجعي صوت. 

سأَحيِكُ جُرحي بالرضا بقضاءِ اللَّهِ وقدره، وسأقبُرُ دَمعي بمقلتاي، وسأبتسم لأُطمئنَّ مَن حَولي بينما يثورُ ما بداخلي. 

هي دُّنيا ما كانتْ لنا وما كُنّا لها، خُلِقنا للعِبادة، وما دونَ ذلكَ ما هي إلَّا أسباب تُعين على العِبادة، وخالِقُ الأسباب كفيلٌ بتوزيعها، كما هو كفيلٌ بالأرزاق.. فقدّرَ اللَّهُ وما شاء فعل. 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350849
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205376
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190509
4الكاتبمدونة زينب حمدي176737
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138640
6الكاتبمدونة مني امين118877
7الكاتبمدونة سمير حماد 112803
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103995
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101416
10الكاتبمدونة مني العقدة98663

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1694 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع