ضاقتْ بيَ الدُّنيا في ظلِّ ما اتسعتْ
وشَّمسُ مريم ظنَّوا أنَّها أفلتْ
إذ العُمرُ سبقها وقد قعدتْ
أبالحقِّ جالسةٌ هي أم بالظُلمِ قد حُبِسَتْ؟
أمُحيتْ من الذاكرة أم من القلوبِ رُفِعَتْ؟
أهي هُنا أم بالظُلمِ قد رحلتْ؟!
مَن ظلمها وقسى عليها؟
رُغم أنَّها لخاطرهِ جَبَرتْ
ولفرحهِ سَعدتْ ولحزنهِ حَزِنَتْ
مَن عليهِ خشيتْ ولهُ أحبَّتْ
أهانتْ عليهِ بضعتُه؟
أهانتْ عليهِ فلذتُه؟
أم أنَّ ذاكرتهُ لها نَسيتْ؟
ضاقتْ بيَ الدُّنيا في ظلِّ ما اتسعتْ
واليدان التي سندتْ ظهرَ مريم لهُ قصمتْ
والقلبُ الذي أحبَّ مريم دماؤهُ جَمُدتْ
وينابيعُ الحنان التي غَشيتْ مريم جَفَّتْ والمشاعرُ قد جَحُدتْ
والبسمة التي كانتْ تُرسَم لرؤيةِ مريم مُحِيَتْ
ونبرةُ الصوت التي كانتْ تسعدُ بصوت مريم تجلمدتْ
والعَينُ التي كانتْ تلمعُ إذا لمريم نظرتْ قد أُغلِقَتْ
والنفسُ التي أحبَّتْ مريم قد تحوّلتْ
بَحَثَتْ مريم عن سببٍ فما وَجَدَتْ
ضاقتْ بيَ الدُّنيا في ظلِّ ما اتسعتْ
ومريمٌ بقضاءِ اللَّهِ رَضِيَتْ واصطبَرتْ
فاللَّهُ لن يُضيّعها إذا ما بهِ وثقتْ
ضاقتْ بيَ الدُّنيا في ظلِّ ما اتسعتْ
لكِ اللَّهُ يا مريمُ إذا ما قلتِ يا ربّ تَرَيِنَها فُرجتْ.