نقول: سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، ويلا بينا.
صباح الخير يا عمو.
صباح الحُزن الخام!
لا حولَ ولا قوّةَ إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيم.
ستو مريم أنا مأريف.
ليه يا عمو مريم؟
علشان اللي بيحصل لأشقائنا في غزّة، حاسس إنّي متكتف وعاجز، وجودي في الحياة أصبح بلا قيمة.
اوعى تقول كدا أبدًا يا عمو، عارف ليه؟
ليه يا مريم؟
علشان لو وجودك مش مهم في الحياة، ومش ليك دور كان زمان أنت مش معانا دلوقتي، فوجودك أكيد مُهم وضروري، أمَّا بخصوص إنَّكَ عاجز ومتكتف فدا غصب عنك؛ علشان مٰفيش مُنادي نادى للجهاد وحضرتك تقاعست ورفضت الخروج، لكن تقدر تدعم أشقائنا وأنت في مكانك لحدّ ما ربّك يأذن.
إزاي يا مريم؟
هاقولك: حافظ على صلاتك، إلتزم الدُعاء ليل نهار بِنُصرة أشقائنا وهلاك عدوّهم، جاهِد نفسك، حاول مش تفقد أملك، كُن على يقين إنّ مُراد ربّك هو الخير دايمًا.
طب مريم أنا مهموم وحزين ومأريف.
مش تزعل يا عمو، دا طبيعي جدًّا لما يكون اللي بيجري في عروقك دّم أحمر بخيره زي ما ربّنا خلقه، معنى كدا إنّك بخير وجوّاك خير، وع فكرة يا عمو بتاخد أجر على الهموم دي والأريفة والحزن، بس مش تسيب نفسك للحزن علشان الشَّيطان مش يشمت فيك، خلليك راجل جَلد وصبور وقوي.
هو ممكن يكون اللي بيجري في العروق حاجة غير الدّم يا ستو مريم؟
طبعًا يا عمو، ودي حاجة اختياريّة؛ فممكن تلاقي واحد دّمه الحامي ضايقه فقام مبدّله بعصير فراولة، وواحد تاني بدّل دّمه بعصير قصب فتلاقيه ظريف كدا في نفسه، ظريف في وقت مش لطيف.
الأمثلة كتير جدًّا يا عمو بس المهم إنّك تحافظ على نفسك وتكون زي ما أنت.. لو مالت الجبال أنت مش تميل.