أظلمَ الكونُ فجأة، لم يَعُد للنورِ معنى، ظلامٌ دامس، إذا أخرجَ المرءُ يَدهُ لم يَكد يراها.
سارعتْ نوّارة لإخراجِ دفعة من دفعاتِ قلبها الإيجابيّة، لكنَّها ما استطاعتْ، حاولتْ وحاولتْ وحاولتْ لكنْ دونَ جدوى!
وقفتْ في مُنتصفِ الطريق علّها تُبصرُ شيئًا لكنَّها لم تُوفَق.
بكتْ حتّى تكوّنتْ عبراتها على هيئةِ جنيّة، مسحتْ عيناها فلم تَعُد تبكي، نصحتها بأنْ تبتسم وتضحك ثُمَّ تُكثر من التفاؤل؛ علّ المشكلة تُحلّ بهذهِ الطريقة.
لم تقتنع لكنَّها فعلتْ ما نصحتها بهِ الجنيّة لأجلِ مُحيطها، فأخذتْ تبتسم وتبتسم، وتضحك ثُمَّ تضحك وتتفاءل حتّى دّقَ قلبها دّقاتٍ كثيرة جدًّا وسريعة، حتّى ظنّتهُ سيتوقف عن العمل، لحظاتٍ وأحسّتْ بشيءٍ يُدغدغُ قفصها الصدري، فتحتْ أزرّة درعها ونظرتْ فكانَ ما أدهشها!!!
إذ رأتْ دّقات قلبها خرجتْ من قفصها الصدري على هيئةِ قلوبٍ صغيرة، أخذتْ القلوب تخرج من قلبها وتبعتد عنها حتّى عمّتْ مُحيطها، وحينها تجمّعتْ على هيئةِ قلبٍ كبير استطاعَ بنقائهِ أنْ يُعيدَ للكونِ إضاءته.