أمسكتُ قَلمي وحاولتُ أنْ أُخرِجَ من مكنونِ مشاعري، لكنَّهُ لم يستجب، حاولتُ وحاولتُ ولا يزالُ على عِصيانهِ، وضعتهُ جانبًا ثُمَّ قرّبتهُ إليَّ ليدورَ الحديث.
قلمي العزيز لِمَ لا تُطاوعني؟
هو: لا طاقةَ لي بكتابةِ شيءٍ فقد أصابني القهر إثر قصف خنازير الأرض لأشقائنا في غزّة.
أنا: أعلمُ أنَّ المُصابَ جلل.. لكنَّنا لن نستكين وسنُحاربُ المغضوب عليهم.
هو مُقاطعًا: أتهزأينَ بي مريم؟
أنا: بالطبعِ لا عزيزي، كُلّ ما أودُّ قولهُ هو أنَّنا بجانبِ الدُعاء لا بُدَّ وأنْ تكونَ هُناكَ وسيلة أُخرى لدعمِ أشقائنا.
هو: كيف ونَحنُ لا حِيلةَ لنا ولا شفاعة؟
أنا: لا تَضعُف إنَّ اللَّهَ معنا وسيُعينُنا.
هو: صدقتِ مريم فإنَّا عِبادُ اللَّهِ ولن يُضيّعنا.
أنا: إذًا لتستعدَّ للحربِ على الظُلمِ.
هو: حربُ ماذا وما سلاحُنا؟
أنا: حرب الكلمة عزيزي، وسلاحُنا بجانبِ قوّةِ الإيمان هو أنتَ قلمي الغالي على قلبي.
هو: إذًا على بركةِ اللَّهِ، لكنَّني أراكِ حزينة، فكيفَ ستنهلينَ من مكنونِ ما أوهبكِ اللَّهُ؟
أنا: سأستعينُ باللَّهِ فهو الكبير المُتعال.
هو: وكفى باللَّهِ مُعينًا مريم.
أنا: بِسْمِ اللَّهِ وبهِ أستعينُ على ما كانَ وما نَحنُ فيهِ وما سيكون.