قالوا: أتظُنّينَ ما تكتُبينَهُ شِعرًا
قُلتُ: بلى شِعرًا وشِعرًا
قالوا: هو خالٍ من الطويلِ والبسيط
وباقي إخوتهِ البحور بكُلِّ تأكيد
قُلتُ: أعلمُ ذلكَ، فأينَ التعقيد؟
قالوا: لا بُدَّ من نَظمِ البيوت
وذاكَ شرطٌ لا يفوت
قُلتُ: دعوني أُوضح لكم
ما قد يُغيّر وجهةِ نظراتكم
أنا لا أكتُبُ شِعري بالتعليم
فقد وهبني اللَّهُ الكريم
موهبةٌ فَذّة أدبية
أعطانيها رّبّ البَرِيَة
فأنهلُ منها ما أُريد
بفِطرتي ورُّبما أزيد
والشِعرُ آتٍ من الشعور
قبلَ أنْ تُصنّفَ البحور
فموهبتني رّبّانية
لم أتعلّمها بكُلّية
هي من عطايا المنّان
ليُعوّضَ القلب عمّا كان
ولمَن تعلّموا نَظمَ البحور
أنتم عُلماء والعِلم نور
ما وُفِقتُ في التعلُّمِ مِثلكم
لكنَّ اللَّهَ أظهرَ موهبتي لكم
فأكتُبُ شِعري بنَظمِ قلبي
وبما علّمني رَبّي
فالحمدُ للَّهِ ذو الجلالِ والإكرام
والطَولِ والإنعام
على ما أعطاني ومَنَع
وسائر فضلهِ والنِعَم.