الحمدُ لِلَّهِ على عطائهِ الجزيل، وفضلهِ العميم، ووهبهِ العظيم، والشُكر لهُ على الدوام.
قد زادني اللَّهُ فضلًا بقراءةِ هذا الكتاب؛ لتتوسع مداركي.
دهاليز الكِتابة مائتانِ وسبعة وعشرون من الصفحاتِ المحبوراتِ بالعِلمِ والخِبرة، طُبِعَتْ لدار يوريكا للنشر والتوزيع، وكُتِبَتْ بأسلوبٍ ماتعٍ يمتاز بالوضوح، ولُغة جزلة، وسردٍ سَلِس بمُفرداتٍ امتازتْ بالسهولة بعيدة عن التقّعُر والتعقيد.
ما أجملَ المكتوب حينَ يخرُج من قلبِ الكاتب ليستقّر في فؤادِ القارئ ووجدانه!
بدأ الكاتب كتابهُ بمقولتينِ لإثنينِ من مشاهيرِ الكُتّاب، الأُولى لفولتير، والثانية لمُصطفى أمين، ثُمَّ المُقدّمة الغنيّة بالمعرفة والثقافة، حتّى أنَّني تساءلتُ: إذا كانتْ هذهِ المُقدّمة فكيفَ بالمُحتوى؟
وقد أدهشني المُحتوى؛ لجودةِ فِكرته، وقوّة صياغته، وروعة بيانه، وصدق مآلِه.
تطرّق الكاتب لموضوعٍ غاية في الأهمية، وهو أساسيات الكِتابة للمُبتدئين، والراغبينَ في ولوجِ عالمِها، وقد سردَ حضرتهِ نصائح ثمينة كَالدُدرِ النادرة، مدعومة بواقعِ تجرُبتهِ الشخصية، مُستندة إلى الواقعية التي لا تخلو من المُنّغصات.
كما استعانَ حضرتهِ ببعضِ أقصوصاتِ المشاهير من الكُتّاب العرب والغربيين، ووضح لنا كيفَ كانوا، وكيفَ أصبحوا؟
مع ذِكرهِ ما قاموا بهِ من سعيٍ وجُهدٍ وكدٍّ، حتّى صاروا من ذوي المكانات في دُّنيا الكِتابة، مع تعقيبِ حضرتهِ الذي تمتّعَ بالإنجازِ والإيجاز، والدال على خِبرتهِ الغزيرة، وثقافتهِ الكثيفة بهذا الشأن.
دهاليز الكِتابة اسمٌ شرحهُ الكاتب باسترسالٍ داخل المُحتوى؛ حيثُ عوالِم الكِتابة الكثيرة، والتي قد تَخفى على الكثيرِ من الكُتّاب، لا سيّما المُبتدئينَ منهم.
يُعَدُّ هذا الكِتاب وجبة ثقافية دسمة، وخُطّة مُحكمة مُدّعمة بالبحثِ والدراسة، لمَن يَهوى الكِتابة، لكنَّهُ لا يدري من أينَ يبدأ؟
أنصح بهذا الكِتاب لمَن أوشكَ على مشارفِ الإحباط؛ إذ أنَّ بهِ جُرعات أمل كثيرة جدًا، ودعوة واضحة للتفاؤل، والترغيب في التمّسُك بالحُلم، مع السعي لتحقيقهِ عن طريقِ خطوات صحيحة مُأخوذة عن عِلمٍ ودراية، وبعضًا من خبراتِ السابقينَ في ذات المجال.
دهاليز الكِتابة أحببتُ هذا الكتاب شكلًا وموضوعًا؛ لِما بهِ من فوائد عديدة، وتجارب مديدة، وطرُقٍ فريدة لتعليمِ المُبتدئينَ ليسَ كيفية الكِتابة وحسب، بل ليكونوا مَهَرة في الإبداعِ والتعبيرِ عمّا يجول خواطرهم.
أبدعَ الكاتب حينَ أدرجَ تجرُبتهِ الشخصية بهذا الخصوص ضمن مُحتوى الكتاب؛ ليُعطي للمُبتدئينَ من الكُتّابِ دَفعة إيجابية، من شأنها أنْ تزيدَ ثِقتهم في أقلامهم وأنفسهم قبلها.
إنْ تركتُ العَنانَ لقلمي فلن يَكُفّ كِتابة عن هذا الكتاب؛ وما هذا إلَّا لأنَّهُ يستحقّ حقًّا وصدقًا، لكنَّ الوقتَ لا يسعني، لذا سأكتفي بهذا القدر من الإيجاز.
دهاليز الكِتابة لو جازَ لي وصفه، لوصفتهُ بالدواءِ الكافي بفضلِ اللَّهِ ومِنّته، لِما يعتري المُبتدئينَ من أمراضِ الكِتابة؛ كالخوفِ والقلق وعدم الثقة، بل وانعدامها في بعضِ الأحيان، كذلك التشّتُت وعدم معرفة أينَ تكون البداية، وغيرهِ من مُنّغصاتِ ومؤرقاتِ دُّنيا الكِتابة.