انتفاضة مقبرة روايةٌ للكاتبة المُتميّزة (سلمى المواردي)، طُبِعَتْ لدار المكتبة العربية للنشر والتوزيع، في ثلاث مائة وعشر صفحات.
الحمدُ لِلَّهِ الذي شرّفني بحُبِّ العِلم، وأضاءَ عقلي بالتعلّم، وقوّاهُ بالقراءة.
قد زادني اللَّهُ من فضلهِ بقرائتي الماتعة لهذا الكتاب.
(انتفاضة مقبرة) عنوانٌ جذبني للبحثِ عن سببِ تسمية الرواية بهذا الاسم دونَ غيره، اسمٌ يبدو مُربعًا لكنَّ الأحداثَ بداخلِ الصفحات أشدُّ رُعبًا، رُعب من نوعٍ مُختلف.. تنتمي هذهِ الرواية إلى فئةِ الرُعب النفسي، والتي لا تقلّ فزعًا عن الرُعب العادي بل هي أشدُّ فزعًا.
بدأتْ الكاتبة بمُقدّمةٍ هامّة مُوّجهة لأولياءِ الأمور عمومًا وللوالدينِ خصوصًا.
ناقشتْ الرواية قضايا مُجتمعيّة غاية في الأهميّة، وهي إستخدام الولاية بشكلٍ خاطئٍ من قِبلِ الأهل تجاه أبناءهم، ولن أقولَ تجاه بناتهم؛ لأنَّهُ في حقيقةِ الأمر يَحدُثُ أنْ يُغصَبَ الشابّ على الزواجِ من أُنثى بعينها كَما الفتاة!
في الرُعب النفسي حدِّث ولا حرج، عواقبهُ وخيمة، ولا يُمكنُ للأهلِ تحمّل نتائج مُمارستهم لهُ مع أبناءهم.
قد أبدعتْ الكاتبة بدايةً من اختيارها للعنوان، مرورًا بالفكرة وأخيرًا بالمُحتوى.
قد أثبتتْ الكاتبة تمكُنها من خلال عرض قضايا مُجتمعيّة مُتنوّعة في روايةٍ واحدة، اجتماعيّة رومانسيّة.
استخدمتْ الكاتبة طريقة سلسلة في كتابتها؛ حيثُ جعلتْ السرد باللغة العربية الفُصحى، والحوار باللهجة العاميّة دونَ الركيكة.
نجحتْ الكاتبة في أخذي من عالَمي لعالَم بطلة الرواية، وجعلي أُعايش الأحداث بعَينِ الشَّاهِد لا القارئ وحسب.
يُؤخذ على الكاتبة واقعيتها المُفرطة، والتي تسبّبتْ في بُكائي غير مرّة.
ألمٌ وأمل، فقدٌ وعِوض، حُزن وفرح، كسرٌ وجبر، هزيمة ونصر، ذبول وأزهار، حُبّ وحِقد، صدق وكذب، نقاء وخُبث، نُبل ولُؤم، كُلّها معاني تجُسّدتْ في بعضِ شخصيات الرواية، كما وُفِقتْ الكاتبة في توظيف الشخصيات بما يتناسب مع أحداث الرواية.
لا أدري ماذا أقول، فقد ذُهِلتُ من قلمٍ جبّار اِستطاعَ أنْ يُجبرني على قراءة الثلاث مائة وعشر صفحات حتّى النهاية دونَ كللٍ أو ملل.
لا أُريدُ أنْ أُطلقَ العنانَ لقلمي؛ كي لا أقومَ بحرقِ الأحداث.. فقط ما أودُّ قولهُ هو أنَّ هذا القلم سيكون لهُ باعٌ عظيم في مجال كتابة الرواية يومًا عَساهُ قريبًا.
قد أضافتْ قرائتي لهذهِ الرواية ذِكرى رائعة من ذكرياتي المُتواضعة، ولِمَ لا؟
وبداخلها أملٌ لا محدود، وثقةٌ في اللَّهِ لا حدودَ لها.. حَدّثتني نفسي أنَّنا بحاجةٍ لانتفاضة كَانتفاضة المقبرة؛ كي نتطهرَ من براثنِ الخُذلان التي أغرقتْ مُجتمعاتنا.