مُراجعتي لكتاب (السّوار)
للكاتب الروائي الأستاذ/ مايكل يوسف.
الحمدُ لِلَّهِ الذي زادني من فضلهِ بقرائتي لهذا الكتاب.
قد حَدَثَ واستخدمتْ إحدى المِنَّصات هذا الكتاب بدون وجه حقّ، ولا حتّى الرجوع لصاحبهِ ومُؤلفه، وراحتْ لتبيعهُ بسعرٍ هي مَن حدّدته، فما كانَ من حضرةِ كاتبنا إلَّا أنْ جعلهُ مجانًا لمَن أرادَ قراءته.. فجزاهُ اللَّهُ خيرًا على ما فعل وردَّ لهُ الحقَّ مُضاعفًا دُّنيا وأُخرى.
(السّوار) مجموعةٌ قصصيّة مُميّزةٌ بالغرابة؛ فما تحويهِ صفحاتها المائة وتسعةَ عشر ما هو إلَّا إشارة توضّح لنا أنَّنا أمام كاتب ذو عقلية مُختلفة، لا أقولُ أنَّ حضرتهُ يُفكّرُ خارج الصندوق، لكنَّني أقولُ بأنَّهُ قد حطَّمَ الصندوق؛ ليُبدعَ بقلمٍ ينهلُ من عقلٍ مُثّقفٍ واعٍ وقلبٍ حالم!
وجدتُ في اسمِ المجموعة غرابة وتساءلتُ بيني وبينَ نفسي، تُرى عن أيّ سوارٍ يتحدّث كاتبنا؟
ولِمَ اختارَ هذا الاسم بالتحديد؟
ما حكايةُ هذا السؤال؟
قطعتُ أسئلتي بشروعي في القراءة؛ لأبحثَ لها عن إجاباتٍ بداخلِ الصفحات، وقد كان.
قصصٌ مُتنوّعة فِكرًا وموضوعًا، كُتِبَتْ بأسلوبٍ سلس ولُغةٍ جزلة، وسردٍ رائع، ومُفرداتٍ عِدّة تِفيدُ بأنَّ كاتبها يرتكِنُ على قدرٍ كبيرٍ من الحصيلة اللغويّة.
حينَ تعمّقتُ في القراءةِ لامستُ شيئًا غريبًا، قد شعرتُ بأنَّ ما أقرأهُ ويكأنَّهُ قد كُتِبَ بأسلوب كُتّاب الثمانينيّات؛ فبهِ من العذوبةِ والفصاحة، وروعة البيان، ناهيكَ عن الإحساس ما يُشعر القارئ بما يختلج صدر الكاتب من مشاعر.
أجبرني الأسلوب الأخَّاذ لحضرةِ كاتبنا ألَّا أترُكَ الكتاب حتّى أُنهي قراءته.
(السّوار) مجموعةٌ قصصيّة مليئةٌ بالإثارةِ والتشويق، يُمكنُ قراءتها في جِلسةٍ واحدة دونَ أنْ تكلّ أو تملّ منها.
أعجبتني طريقة فِكر حضرة كاتبنا، والذي أجبرَ عقلي على النشاطِ أثناء القراءة، ويكأنَّني أُشاركهُ التأليف لا القراءة وحسب!
يُؤخذ على كاتبنا واقعيّتهِ اللامُتناهية، والتي أبكتْ القلب قبلَ أنْ تُبكي العَين.
أعجبتني كثيرًا جدًّا (ثُلاثيّة العجوز) والتي أبدعَ كاتبنا فيها أيُّما إبداع؛ حيثُ وضّحَ لنا الصورة البشرية من شياطين الإنس، أولئكَ الذينَ باعوا دينهم للشَّيطانِ بثمنٍ بخسٍ، وسجدوا لهُ طالبينَ منهُ العون على إتمامِ ما بنيّاتهم من فساد!
أيضًا أخذتني قصّة (حجر الإله)، تلكَ القصّة التي هي تُحفةٌ أدبيّةٌ بحدِّ ذاتها.
لن أُطيلَ أكثرَ من هذا؛ كي لا أقومَ بحرقِ الكتاب.
(السّوار) كتابٌ رائع.. قَلّما تجد لهُ شبيه.