مرحبًا أيُّها الغائب البعيد!
قد شغلتني الدُّنيا وما بها من التزاماتٍ عن حديثي إليك، أمَّا الآن فقد عُدتُ والعودُ محمود.
كيفَ حالُكَ يا عزيز؟
أمَا علمتَ أنَّكَ عزيزٌ عندَ مَن خلقكَ وسوّاك؟
إذًا علامَ الحُزن يا بَشوش؟
دعها تأتي كما كتبها اللَّه، أعدُكَ ستأتي كما تمنيّتَ وأفضل.
كُلّنا يعلمُ بحالهِ ربّ العباد، لكنَّها الحياة؛ لحُيظاتٍ قصيرة ورُّبما سويعات، لكنَّها حتمًا ولا بُدّ ستنتهي، فلا تُهدر بعض وقتكَ حُزنًا وكمدًا.
أشغِل نفسكَ بإصلاح عيوبك، تصالح معها، صاحِبها؛ فلنِعمَ الصُحبة صُحبة المرء لنفسهِ!
لا تبخلنَّ عليها بجميلِ النُصح، ولا بلينِ الجانب ولُطف الحديث.
كُن رحيمًا بها، عطوفًا معها، أشغِلها قبلَ أنْ تُشغلكَ هي.
واعلم يا رعاكَ اللَّه أنَّ للشِدّةِ مُدّة، فإنْ كانتْ شِدّتُكَ في مرضٍ أصابك، تصبر وادعُ اللَّه باسمهِ الشافي يشفيك.
وإنْ كانتْ شِدّتُكَ في مالٍ نقصَ منكَ أو حُجبَ عنك، فالزم اسم اللَّه الغنيّ؛ يُغنيكَ بما يُناسبكَ حالًا وحلالًا.
وإنْ كانتْ شِدّتُكَ في جرحٍ ألّمَ بك، فعليكَ باسم اللَّه الجبّار؛ يجبر كسركَ ويَقيكَ الإنهيار.
ما دامَ مُصابكَ في غيرِ دينكَ فلا بأس، لا زلتَ بخير.. وتذكر "ما دونَ الجنّةِ دون".