أراني بعينيكِ مَلكةً ينقصها تاج، أستُرُ نقصي بثوبكِ الفضفاض، أدسُّ عيبي ببحرِ مَيزاتكِ فأُخرجُ ويكأنَّني بلا عيوب.
أُمّي أنتِ مرآتي الصادقة، وصاحبتي الصدوقة، وناصحتي الأمينة، بوركَ لي فيكِ وبُوركتِ سيّدة قلبي.
حينَ أتعمّقُ النظرَ بعيناكِ الطاهرتينِ أرى مُتسعًا من الأمل، وكمًّا لا محدود من اليقينِ باللَّهِ العليِّ العظيم، بالإضافةِ لثقتكِ بهِ سُبحانَهُ، وكذا إحسانكِ الظنّ في أحلكِ الظروف.
أُمّي أنتِ الأمان الذي لا خُذلانَ بعدهُ، والجبر الذي لا كسرَ بعدهُ، والحُبّ الذي لا بغضاءَ بعدهُ، والحنان الذي لا جفاءَ بعدهُ، والعطاء الذي لا مُقابلَ لهُ، والصُحبة التي لا مثيلَ لها، والنُصح الصادق بُغية وجه الرحمٰن.
حينَ أتحسسُ قلبي أجدكِ مزروعة بنياطي، ممزوجة بدَمِ وريدي، مُحفّزة لنبضاتي.
ليتَ لي جناحانِ لأحملكِ بجوفِ قلبي وأُحلّقَ بكِ بعيدًا عن ما لا يروقكِ، أُحلّقَ بكِ إلى حدائق غَنَّاء، وسماءٍ زرقاء، ومكانٍ فسيحٍ مُريح، لا وصبَ فيهِ ولا نَصب، ولا مشّقة ولا عناء.. ليتني أفعلُ ذاك!
يا أعزّ بضعة بقلبي وقلبي العزيز بحُبّ رّبّهِ، أراكِ كنزي الذي ادّخرهُ اللَّهُ لي، بل كنزي الذي اختارهُ اللَّهُ لي من بَينِ ملايين النساء لتكونينَ أُمّي.
أُلامسُ رَّوحي بينَ الفَينةِ والأُخرى فأراها مُمتنةٌ لكِ أُمّي؛ فأنتِ لي بعدَ اللَّهِ عزَّ وجلّ يا حبيبة رَّوحي، رَحِمَ اللَّهُ والديكِ كما كانا سببًا في إنجابكِ أُمّي يا مَن لا يصفها قلمي مهما نزف.
أُمّي حينَ أذكُركِ أشعُرُ ببعثرة مشاعري في سائر وجداني، قلمي يَعجزُ أنْ يُسعفني، ويكأنَّ قواميسِ الأرض لا تكفي حاجتي في التعبيرِ عمّا بداخلي تجاهكِ.. أُمّي حمدًا للَّهِ أنْ خلقني منكِ وكوّنَ عِظامي بدَمَكِ الشريف.