رمضان مُثقِلُ ميزان الحسنات؛ فالذكي مَن يغتنم دقائقَهُ وساعاتهُ في طاعةِ المولى عزَّ وجلّ، والفائز مَن يُسارعُ في فِعلِ الخيراتِ اِبتغاء مرضات الرحمٰن.
وشاهدُ رمضان وَجَبَ عليهِ صومه، ما لم يمنعهُ مانع، كَالسفرِ والمرضِ للرجال، وكذلكَ النساء إضافةً إلى الحَيضِ والنِفاس.
يتنَّقلُ المُسلمُ بينَ الطاعاتِ تَنَّقُلِ النحلةَ بينَ الأزهار، فيتغذّى روحيًا ويَقوى بدنيًا، ويَرقى نفسيًا.
رمضان شهرُ الطاعاتِ لا شهرَ المُسلسلات، ذَكَرَهُ اللَّهُ _سُبحانَهُ وتعالى_ فقالَ عَزَّ مِن قائل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم "شُهرُ رمضان الذي أُنزلَ فيهِ القرآن"، إذًا ليسَ من المعقولِ إضاعة شهر القرآن في مُشاهدةِ التلفاز، أو السهر في الشوارع دونَ نفعٍ أو فائدة.
التلفاز موجودٌ طِيلة العام، يعجّ بالمعروضات على اِختلافِ أنواعها، لكنْ لماذا يتمّ حصر شهر رمضان بالأعمال الدرامية الجديدة؟
لماذا لا تُعرَض هذهِ المُسلسلات إلَّا في رمضان؟
بل لماذا يتمّ عرض أعمالٍ لا تتناسب قطعيًا مع حُرمةِ الشهر الفضيل؟
لماذا يُصّر صُنّاع الدراما على اِنتهاكِ حُرمةِ شهر رمضان؟
شهر رمضان إنْ أتى وجَبَ على المُسلمِ اِغتنامه؛ لأنَّهُ فُرصة ربَّانية لزيادةِ الحسنات، والفُرَص لا تُعَوّض إلى يومِ القيامة، إذ الأعمارُ بيدِ اللَّه سُبحانَهُ وتعالى، فَكَم مِن شاهدٍ لرمضان الماضي، غائبًا عن رمضاننا القادم!
مريم توركان
12/2/2024