عرفتُكَ أكثر حينَ أحسستُ بِك، فالإحساس أبدًا لا يخون؛ إذ هو نابعٌ من القلبِ محلّ البصيرة، فحينَ أقولُ أنَّكَ حُلوٌ فأعلم أنَّكَ كذلك.
أنْ يَراكَ أحدهم بَعينٍ مُختلفة عن سائرِ الأعيُن، أنْ يضعكَ بمنزلةٍ خاصّة من قلبه، أنْ تكونَ مُميّزًا بالنسبةِ له، أنْ تكونَ ذِكرًا طيّبًا بذاكرته، أنْ يَسعدَ بوجودكَ ويشعر ويكأنَّهُ حِيزتْ لهُ الدُّنيا بحذافيرها، أنْ تتسارع نبضاتهِ حينَ يَراك، أنْ يغشاهُ الأمان بحضرتك، أنْ يتراقص قلبهُ فَرحًا بسَماعِ صوتك، أنْ تكونَ بسمتُكَ سبب سعادته، أنْ يكونَ كلامك مُرضيًا لعقله، أنْ تكونَ تأملاتكَ مُغذيةً لعقله، أنْ يكونَ حضوركَ مُميّزًا، أنْ يكونَ وجودكَ مُطمئنًا، أنْ تكونَ حُلوًا بعَينِ قلبه، فأعلم أنَّ اللَّهَ قد وضعَ لكَ القَبولَ بقلبه.
كُن على يَقينٍ بأنَّ مَن رَأكَ برَّوحِ قلبهِ وقلبِ رَّوحهِ حُلوًا لن تستطيع الدُّنيا أنْ تُغيّرَ رؤيتهُ لك؛ لأنَّ مُستقرّ الرؤية يَكمُنُ بالرَّوح، والرَّوحُ من أمرِ رَبّي.
أنْ يَجمعكَ اللَّهُ _قدرًا_ بشبيهِ رَّوحكَ دونَ سابقِ مَعرفة، فأعلم أنَّ اللَّهَ أرادَ لكَ الخير فبعثهُ إليكَ برسالة؛ كي لا تحزن على ما فات، ولا ما أصابك، ولتعلم بأنَّ اللَّهَ لن يخذلكَ أبدًا، فقط هي مسألة وقت.. أليسَ الصُبحُ بقريب؟